مفهوم الشعر و الشعراء في القرءان

كلمة الشعر من الشعور وتعني الانفعال الداخلي العاطفي تجاه أمر معين دون برهان ولادراسة، والتعبير عن ذلك الشعور بموقف معين سواء بلفظ لساني كقصيدة أو خطبة أو نثر، فكل موقف شعوري هو من الشعر، وغلب اسم الشعر على أسلوب معين من الكلام المعروف بصياغة موزونة منضبطة لحناً ولفظاً، وهذا لاينفي صفة الشعر عن غيره من الكلام ، والشعر المذموم ليس هو الصياغة الموزونة لحناً ( وإن من الشعر لحكمة)، وإنما الشعر المذموم هو أن يتخذ الشخص موقفاً من الحق بشكل شعوري دون برهان ولادراسة ولاصدق في سلوكه ، وهذا ظهر في المجتمعات بالخطباء والدعاة أكثر ممن امتهنوا الشعر كقصيدة، فتجد معظمهم يتكلمون بشعور عاطفي دون برهان ولادراسة وينقضون بسلوكهم ماقالوا وذكروا ، فيأمرون الناس بالبر وينسون أنفسهم ، هؤلاء هم الشعراء خاصة والذي قصدهم الله في قوله:
{وَالشُّعَرَاء يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ } {أَلَمْ تَرَ أَنَّهُمْ فِي كُلِّ وَادٍ يَهِيمُونَ }{وَأَنَّهُمْ يَقُولُونَ مَا لَا يَفْعَلُونَ }الشعراء224- 226
فأتباع الشعراء هؤلاء هم الغوغاء والغاوون دون عقل ولاوعي ولا رشاد ولاتفكير إنهم في غيهم يعمهون ويسكرون.
ولذلك نفى الله الشعر عن النبي ونفى الشعر عن أسلوب كتابه الذي أنزله للناس لأنه خطاب يقوم على الحق والصدق ويطالب المؤمنين بتمثل تلك المفاهيم والتعاليم في حياتهم بشكل صادق.