جواب سؤال حول جنس إبليس

استاذي العزيز
السلام عليكم ورحمة الله
سلمت يداك على الاجابات الشافية
لفت نظري ردكم حول سجود الملائكة لآدم وما نصه “خاطب الرب الملائكة وأمرها بالسجود لآدم ، وخاطب إبليس وأمره بالسجود لآدم، والأمران مختلفان عن بعضهما ،فسجود الملائكة لآدم سجود تسخير الأشياء له التي يكتشف آدم كجنس قانونها، وسجود إبليس هو دخوله في نظام آدم وطاعته له… “
هل من الممكن زيادة بالتوضيح حول هذا الموضوع حيث انني افهم من الاية 34 من سورة البقرة بسم الله الرحمن الرحيم “وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ” انه كان هنالك امر واحد بالسجود اطاعه من اطاع وعصاه من عصى.
تقبل فائق احترامي وتقديري
ــــــــــــــــــــــــ
وعليكم السلام
الملائكة جنس عاقل طموح يملك إرادة حرة ولكن نظامه أحادي بمعنى أنه لايوجد فيه شهوات سلبية شريرة أو شهوات، فهم يتحركون بأمر الله لهم ولا يعصونه أبداً، بينما الجنس الإنساني نظامه ثنائي بمعنى أنه يملك التوجه للخير والتوجه للشر وعنده شهوات، وعندما جعل الرب آدم خليفة وأثبت للملائكة كفاءته أمرهم بالسجود له،{فَسَجَدَ الْمَلآئِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ }الحجر30، وفي النص تأكيدين على سجود الملائكة دون تخلف أي أحد من جنسهم وهما كلمة(كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ)، ويوجد دليل على أن ابليس ليس من الملائكة وهو قوله: {وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاء مِن دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلاً }الكهف50
وفي هذا النص دلالتين على أن إبليس ليس من الملائكة وهما كلمة(كَانَ مِنَ الْجِنِّ ففسق ) وكلمة (أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاء) أي أن إبليس من الجن وليس من الملائكة وله نظام ثنائي يتعلق بالطاعة والمعصية ، وله ذرية بخلاف الملائكة ليس لها ذرية. لأن الذي له ذرية يطوله الموت حتماً، وهذا الذي ذكرناه يدل على أن الأمر بالسجود مختلف في الزمان والمكان والمضمون الذي يتناسب مع المأمور بالسجود.
فسجود الملائكة سجود تسخير الأشياء التي تحت تصرفهم لآدم كجنس إن اكتشف قانونها، وسجود إبليس لآدم خضوع لنظام آدم والتزام بالشرع الذي نزل عليه، وأنا أعد كلمات إبليس والعفريت والشيطان والجن هي صفات وليست أجناس، وبالتالي فكلهم من الناس. ويوجد مقال لي (مفهوم الجن في القرءان) قد نشرته في هذا الصدد حبذا لو تقرئيه