كيف تعرف أن الحديث المنسوب للنبي كذب بدقيقة

سألني أحدهم قائلاً: أنا لايوجد عندي وقت للقراءة العميقة ولاقدرات علمية كبيرة، أريد منك قولاً جامعاً أعتمد عليه في معرفة صحة أو كذب ما ينسب من حديث للنبي دون الرجوع لأي كتاب أو شيخ، ولأحمي نفسي من الضلال والجهل الذي يمارسه علينا الكهنوت الديني؟
قلت: الأمر على درجة من السهولة ، فلاشك أنك تملك حداً أدنى من القدرة على التفكير والتمييز،كما أنك مسلم، وهذا يعني أنك تعرف كثير من النصوص القرءانية ولو بالمعنى، فأي حديث ينسب للنبي يخالف المنطق العلمي والعملي والقرءان فهو لاشك كذب وموضوع ومفترى على النبي، انظر مثلا هذا الحديث مارأيك به ؟
– ( إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ لَمَّا قَضَى خَلْقَهُ اسْتَلْقَى فَوَضَعَ إِحْدَى رِجْلَيْهِ عَلَى الْأُخْرَى )
هذا الحديث رواه الطبراني في ” الكبير” (18) ، وابن أبي عاصم في ” السنة” (568) ، والبيهقي في ” الأسماء والصفات ” (761)
– وحديث المِعْرَاجِ في الصَّحِيحِ (البخاري): “ثُمَّ دنَا الجَبَّارُ رَب العِزَّةِ فَتَدَلَّى حَتَّى كَانَ مِنْهُ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى”.
قال: هذان الحديثان كذب ومخالفان للمنطق وللقرءان فالله لاتأخذه سنة ولانوم، وهو على كل شيء قدير، وليس كمثله شيء، ولم يكن له كفواً أحد.
قلت: أحسنت بردك هذان الحديثان المكذوبان على لسان النبي ، واستخدم ذات الطريقة عندما تسمع حديثاً آخر سواء نسب للنبي أو لغيره أو كحكاية عنه ، مثل قول أحدهم: إن أبو بكر عندما كان يقرأ القرءان تشم رائحة حريق تصدر منه نتيجة احتراق كبده من عظمة النص القرءاني والخالق وتأثره الشديد بذلك .
فضحك صاحبي وقال : هذا معروف كذب وخرافة ودجل !!
وتابع حديثه: طيب لو كان الحديث أو الخبر موافقا للمنطق والعلم والقرءان هل يكون حديثاً نبوياً صحيحاً؟
قلت: في حال كان الحديث كمضمون صحيح المعنى كما قلت، نحكم على صحة مضمونه فقط دون أن ننسبه للنبي مثل القول: النظافة من الإيمان ، والقول : صوموا تصحوا، فهذه أقوال صحيحة المضمون ولكن لم يصح نسبتها للنبي فهي ليست أحاديث نبوية ولايصح القول قال النبي، فننسبها إلى الحكماء عموما طالما لانعرف صاحبها، أما نسبة الحديث للنبي بعد موافقته كمضمون للمنطق والقرءان يكون بما يسمى فن مصطلح الحديث المعروف ويدرسون سنده (الرواة) فإن حكم عليه أهل الفن أنه منسوب للنبي وهو صحيح على غلبة الظن لامانع من نسبته للنبي والقول قال النبي، وإلا يبقى صحيح المعنى وينسب للحكماء.
قال: الأمر بهذه السهولة أستطيع أن أحكم على صحة الحديث النبوي وأرد على المشايخ؟
قلت: نعم هو بهذه السهولة
قال: ولكن لماذا الناس يصدقون كل ناعق وكاذب ولايرفضون تلك الأحاديث الكذب ؟
قلت: المشايخ يخدعون الناس بحب النبي وقداسته وفضله وينومون عقول الناس ويمررون مايشاؤون والناس نيام.
قال: جزاك الله خيراً لقد أشعلت نوراً في قلبي وصرت أثق بنفسي وتفكيري ولن أسمح بعد الآن لأحد من أن يكذب على لسان النبي ويخدعني!