شرح كيف يكون معنى الرسول هو الرسالة

لم يقل احد أن الرسالة من الناحية اللسانية تعني الرسول ولا العكس.
يوجد مايسمى لوازم واقعية للكلمات وعلاقة معنى و وظيفة .
ساضرب مثلا لفهم  العلاقة بين الرسول والرسالة وكيف يدلان على بعضهما في سياق معين وكيف ينفردان عن بعضهمها

جمع العرب كلمة امرأة على نساء وهي كلمة من غير جنس أحرف المفردة ، وهذا الجمع هو حقيقة وليس مجازاً ولا تساهلاً واستخدم القرءان كلمة نساء على جمع امرأة يعني اقر القرءان استخدام العرب لهذا الجمع وطريقتهم في التفكير هذه، واستخدم أيضا كلمة النساء كجمع لمفردة النسيء التي هي من جنس أحرفها.
فالسؤال المعروض
ماذا رأى العرب في المرأة حتى جمعوها على كلمة نساء؟
إذا قمت بالدراسة والتحليل والاستقراء لهذا الفعل تجد أن العرب رأوا في حال المرأة تحقق معنى النسيء ( التأخير والإضافة ) وذلك بصور منها :
1- وظيفة فيزيولوجية تتعلق بحالة المحيض والحمل والولادة
2- وظيفة اجتماعية تتعلق بتأخر المرأة خلف الرجل في المعيشة والإقدام على مصاعب الحياة بسبب وظيفتها الفيزيولوجية التي تؤثر عليها
فجمعوا كلمة المرأة على النساء .
لاحظ أن الجمع هذا ليس لسانياً وإنما ثقافياً يعتمد على مفهوم لساني
وهكذا مفهوم الرسول والرسالة ، فعندما نقول إن الرسول تأتي بمعنى الرسالة في سياقات معينة فهي من هذا الباب الثقافي اللازم المبني على مفهوم لساني ، كون القيمة هي للرسالة وهي محل الخطاب والتكليف، وهذا ما فهمه العرب واستخدموه في كلامهم أيضا وقالوا :: ارسل لك رسولا بمعنى رسالة كون الرسالة هي المعنية وهي تحمل المعنى في ذاتها كمبنى للطرف الثاني وما الرسول الحامل لها إلا وسيلة مؤقتة سوف ينفصل عن الرسالة
ويوجد آيات كثيرة استخدم بها كلمة الرسول ولايستقيم المعنى بها إلا إن فهمنا أن الرسول في هذا السياق يقصد به الرسالة ذاتها وليس حاملها المنفصل عنها