أهم الأبعاد المعرفية للخطاب القرآني

1-بُعد علمي مرتبط بالتطور المعرفي والأدوات لا علاقة للمجتمع الأول به .
2- بُعد تاريخي مرتبط بدراسة التاريخ على ضوء النص القرآني .
3- بُعد تشريعي حدودي ثابت مقاصدي مرتبط بمفهوم الإنسانية والعالمية، فيه خاصية الحركة والتغير ليواكب المتغيرات .
4- بُعد لساني . لأن القرآن نزل بلسان عربي مبين، وهذا يقتضي فهم القرآن حسب نظام اللسان العربي، والقرآن حجة على كتب النحو والمعاجم .
5- بُعد ثقافي اجتماعي مرتبط بثقافة المجتمع الأول الذي زامن نزول النص ، وهذا غير قابل للتطور ، وهو محصور في الأمور التعبدية وما يتعلق بها. مثل :
أ- عملية إفاضة الناس في الحج .
ب- مفهوم الصلاة وكيفية أدائها .
ت -مفهوم الغائط .
ث- مفهوم الجنابة .
ج- مفهوم المحيض .
ح- صلاة الجمعة .
وما شابه ذلك من مفاهيم ثقافية ثابتة اعتمد القرآن فيها على ثقافة المجتمع الأول.
لذا؛ لا يصح فصل هذه المفاهيم عن الواقع ، وفهمها من خلال النص القرآني بصورة منعزلة مبتورة عن محله من الخطاب .
و ينبغي أن نفرق بين مقولة : إن القرآن هو المصدر التشريعي الإلهي الوحيد ، وبين مقولة : إن دراسة القرآن وفهمه لابد له من الاعتماد على العلم والتاريخ والنظرية الحدودية للتشريع، وثقافة المجتمع الأول، بالنسبة للمفاهيم التي لا تخضع لعامل التطور، نحو مفهوم الصلاة، وما يتعلق بها من شروط ، ولا يمكن الاستغناء عن هذه الأبعاد في فهم القرآن ، فهاتان المسألتان منفصلتان عن بعضهما ، ولا يصح استخدام المقولة الأولى ( انفراد القرآن بصفة التشريع الإلهي) على نفي مسألة الحاجة والضرورة لأشياء أخرى من خارج النص القرآني لدراسته وفهمه .
فالقرآن مرتبط بأبعاده، ولا يمكن فصله عنهم ، وأي عملية فصل بينهما ، تؤدي إلى تفريغ القرآن من محتواه وفاعليته ويصير خطاباً خُلَّبياً لا قيمة له !.
أيها الأخوة الباحثون في القرآن
انتبهوا إلى هذه المسألة، ولا تفصلوا في دراستكم بين الخطاب، ومحله من الواقع . فالواقع هو الذي يجسد المفاهيم والأفكار ، وهو الذي يُعطيها المصداقية وصفة الحياة ، فلا تسلبوا الفاعلية والحياة من الخطاب القرآني .
أيها الأخوة الكرام
لا تقعوا في عملية التعضية للنص القرآني . قال تعالى : {الَّذِينَ جَعَلُوا الْقُرْآنَ عِضِينَ }الحجر91 ، والتعضية للنص القرآني تتمثل في صورتين :
الأولى : اقتطاع جملة من النص، أو اقتطاع نص من سياقه ومحاولة فهمه وحده دون المنظومة التي ينتمي إليها النص، نحو {فَوَيْلٌ لِّلْمُصَلِّينَ }الماعون4 أو { فَانكِحُواْ مَا طَابَ لَكُم مِّنَ النِّسَاء }النساء3.
{ وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ }الحشر7
الثانية : فصل الخطاب عن محله من الواقع ومحاولة دراسته وحده في الفراغ .
فهاتان الصورتان هما التعضية للنص القرآني .