لدراسة أمر من القرءان ينبغي استحضار منظومة الموضوع كله وترتيل النصوص المتعلقة به مع استحضار المنظومات العامة للقرءان التي هي اصل ومرجع ليتم فهم وتدبر الأمر الجزئي على موجبها وبضوئها دون تناقض أو إقصاء لاي نص.
الأصل الاجتماعي العام هو التعارف والتعايش بين المجتمعات، و الأصل الفردي الشخصي الحرية و لا إكراه في الدين  في الإيمان أو الكفر والحساب على الله.

{يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ }الحجرات13

{لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىَ لاَ انفِصَامَ لَهَا وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ }البقرة256

مفهوم القتال في القرءان ليس أصلاً وإنما حكم ظرفي طارئ زمكاني مشروط برد العدوانية، والدفاع عن النفس، ورفع الظلم عن الناس وتركهم أحراراً ليختاروا مايرون أنه صوابا أو مصلحة لهم.
وبالتالي فأي نص يأتي أمر به بالقتل أو القتال ما ينبغي دراسته بمعزل عن المنظومة العامة والجزئية ، ناهيك عن أن دلالة كلمة (القتال وقاتلوا ) هي فعل مشترك بين طرفين وليس فعل يصدر من طرف واحد مثل كلمة ( ملاكمة ولاكموا، ومصارعة وصارعوا) وعندما يأت أمر لطرف المؤمنين بالقتل والحض عليه يكون ذلك في سياق الحرب والقتال الدائر بين الطرفين، وليس بسياق السلم والأمان والتعايش.