نظام النحو بُني على المنطق والواقع

قالوا:

الجملة هي ما يحسن الوقوف عليه ويتم المعنى عند المتلقي.
فمثلاً قولنا: إلى المدرسة ، ليست جملة لعدم حصول المعنى عند المتلقي، بينما قولنا: درس، هي جملة ويحسن الوقوف عليها وتم المعنى عند المتلقي، وذلك لأن الفعل يقتضي وجود الفاعل وجوباً إما ظاهراً في الكلام أو تقديراً عند المتلقي لأنه لايوجد فعل دون فاعل في الواقع، وتصير الكلمة : درس هو، فعل وفاعل مقدر، وتم المعنى، وصار قاعدة نحوية منطقية : الجملة الفعلية يلزمها فاعل ضرورة إما ظاهرًا في الكلام أو مستتراً ويقدر تقديراً، فإن وجدت فعلاً في الجملة ابحث فوراً عن الفاعل.
وقالوا: نصف الكلام لاجواب له، مثل ( فويل للمصلين)، لابد من إكمال قراءة الكلام كله وإسقاط النص على محل الكلام ليتم المعنى ، وكل مبتدأ يلزمه الخبر وجوباً، فلو قلنا: الكتاب الرائع الكبير الجميل الموجود في المكتبة والذي ذكره زيد في حديثه …الخ، ومهما طال الكلام فإن المتلقي ينتظر الخبر حتى يتم المعنى، ماله هذا الكتاب ؟ الكتاب مفيدٌ، تم الخبر ووصل المعنى للمتلقي ويستطيع أن يغلق الجملة .

وبناء على هذا النظام قالوا: افهم ثم اعرب ، والمتكلم سيد كلامه هو الذي يختار الصيغة والتقديم و التأخير ليوصل المعنى الذي يريده، والمتلقي يفهم من خلال إسقاط الكلام على محله من الخطاب ، فالواقع هو الذي يحكم توجه حركة المبنى ويحدد المعنى، ولايصح بناء فهم من مجرد شرح مفردات أو أهداب نص أو جزء منه أو عزل كلمة عن سياقها وفهمها وحدها.

فنحن لانعبد نصوصاً ولا كُتباً، ولانعبد بشراً ولا نبيين ولا ملائكة…الخ، وإنما نعبد الحي القيوم الأحد الصمد على بصيرة من الأمر وفق منهج عقلاني منطقي حنيف يقوم على العلم والمقاصد والعواقب والمصالح من منظور إنساني اجتماعي.