عباد المثناة يسيئون للقرءان من خلال طريقة تعاملهم الهمجية معه

عباد المثناة يسيئون للقرءان من خلال طريقة تعاملهم الهمجية معه
قال: كيف تنكر طاعة النبي وأتى بالقرءان أمر بطاعته؟
قلت له: لم يمر معي نص يأمر بطاعة النبي؟
فضحك بصوت عال وسخر مني ، وقال عجيب تصفون أنفسكم بأنكم باحث إسلامي ولا تعرف أن في القرءان نصوص تأمر بطاعة النبي ؟
قلت: النسخة عندي من المصحف لا يوجد فيها أي نص يأمر بطاعة النبي.
قال: عجيب وهل نسختك غير نسخ المسلمين ؟
قلت: بل هي مثل نسخ المسلمين ولم أطبعها أنا !!
قال: كيف لم تجد فيها تلك النصوص إذا ؟
قلت: بحثت فلم أجد
قال: انتبه ألم يمر معك نص: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَلَا تُبْطِلُوا أَعْمَالَكُمْ محمد 33، ويوجد مثله عشرات ؟
قلت: هذا النص أعرفه !
قال : كيف نفيت وجود النصوص إذاً المتعلقة بالأمر بطاعة النبي؟ وأنكرت وجودها؟
قلت: انتبه أنت لما تقول، أنت قلت : كيف تنكر طاعة النبي وأتى بالقرءان أمر بطاعته؟
وأنا نفيت وجود نص تعلق أمر الطاعة بالنبي، وأنت أتيت بنص ذكر تعلق الطاعة بالرسول، فهل عندك تعلق الخطاب بالنبي هو ذاته تعلق الخطاب بالرسول وكله صابون ، ولماذا يختلف في القرءان الخطاب بينهما ويتنوع ؟ هل للناحية الجمالية أو لضرورة القافية و الشعر أو عبث دون حكمة ولا مقصد؟
النصوص التي أتت بالقرءان تأمر بالطاعة متعلقة بكلمة الرسول ولم تأت ولا مرة واحدة متعلقة بكلمة النبي، فهل هذا يدل على شيء عندك أم لا قيمة له ؟
قال: هذه مناورة لفظية وعبث ولعب بمعنى النصوص، هل عندك النبي شخص مختلف عن شخص الرسول؟
قلت : النقاش ليس على الأشخاص فمعروف أن الرجل يمكن أن يتعدد في مقاماته، انظر مثلاً زيد مهندس ومدير شركة وأب لأولاده وزوج، ولو قلنا لمن يعمل تحت أمرته أطيعوا المدير زيد، هل يعني أنه إن ذهب لمنزله يجب على زوجته أن تطيعه بصفته مديراً؟ هل يجب على أولاده أن يطيعوه بصفته مديراً؟
هل يجب على زملائه المهندسين أن يطيعوه بصفته مديراً؟ هل يجب على الناس في الحياة العامة أن يطيعوه في كل كلامه ببيعه وشرائه ؟
ألا ترى أن الطاعة متعلقة بمقام الإدارة فقط، ولا علاقة لها بكل المقامات الأخرى رغم أن الشخص هو نفسه؟
قال: ولكن ورد في القرءان: آية تطلب من الناس أن تطيعه وتقبل بكل ما أتى به.
قلت: جيد هات النص القرءاني هذا ؟
قال: (ماآتاكم الرسول فخذوه ومانهاكم عنه فانتهوا)
قلت: هذا ليس نصاً قرءانياً ولاآية
قال: رجعت لانكارك وجهلك ، كيف لاتعرف هذه الآية؟
قلت: العجيب هو أنت الذي تأت بكلام من عندك وتنسبه للقرءان وتدعي أنه نصاً قرءانياً أو آية!!!
قال: انتظر قليلاً لأحضر لك النص القرءاني أين هو ؟ إنه موجود بسورة الحشر رقم 7
هل رأيت كيف أنك جاهل ولاتعرف القرءان وتدعي أنك باحث قرءاني!!!!!!
قلت: اصبر لنفتح سورة الحشر على رقم 7 لننظر هل أنت صادق وأمين فيما تنقل أم أنت كاذب وجاهل وغير أمين في نقلك!!
وفعلاً فتحنا سورة الحشر وهذا هو النص : {مَّا أَفَاء اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ كَيْ لَا يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الْأَغْنِيَاء مِنكُمْ وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ }الحشر7
قلت: أين الآية التي ذكرت ؟
قال: ألا تراها في النص؟
قلت : أرى نصاً كاملاً فيه جزء تابع له وليس نصاً مستقلاً وحده، ولايسمى الجزء آية باتفاق العلماء كلهم ، فمثلاً لايصح اقتطاع جزء من نص ووصفه بأنه آية نحو( فانكحوا ماطاب لكم) ونحو( فاقتلوهم حيث ثقفتموهم) فهذه الجمل ليست آيات ولانصوص مستقلة ولايتم المعنى بها ولاتدرس بمعزل عن النص والسياق وإلا وقعنا بالعضوضة التي نهى المشرع عنها مثل فهم ( فويل للمصلين). هل رأيت صدق كلامي كيف أن جملتك ليست آية؟ وكيف أنك جاهل وغير أمين ولاصادق في نقلك عن القرءان ؟
أرجع الجزء لمكانه واقرأ النص كاملاً بوعي وانظر هل يدل على ما أردت الاستدلال به ؟
قال: أنتم تلعبون وتدلسون على الناس بمناورة منطقية لتضلوا المسلمين عن دينهم وسنة نبيهم.
وانتهى النقاش عند هذه النقطة لصعوبة الاستمرار معه لعدم وجود منهج علمي قرءاني عنده ولايعرف كيف يتعامل مع القرءان فهو يبتر جزء من نص ويستدل بالجزء على مفهوم يخالف النص ذاته لو أرجع الجزء لمحله وقرأ النص كاملاً، غير تخبطه في مفهوم النبي ومفهوم الرسول ، ومفهوم السنة ومفهوم الحديث …وكله عنده صابون .
هذا المنشور نموذج للتدبر في طريقة تفكير عباد المثناة وكيف يتعاملون مع القرءان بشكل قاصر وجاهل ويسيئون للقرءان بشعور منهم أو دونه.