هل ننفي حديث النبي كله

النبي العظيم كائن إنساني يتمتع بوجود موضوعي وليس خرافياً ولا وهمياً وكان متكلماً ومتحدثاً، ووصلنا كثير من كلامه وأحاديثه، وهذا ثابت على غلبة الظن تاريخياً حسب العنعنة ومصطلح الحديث وحسب رؤية قرءانية.
ونحن لا ننفي ذلك ولا ننكر هذه الحالة التاريخية.
انتبه حتى لا نعيد النقطة كثيراً فأنت وقفت عندها وكررت عرضها مرات.
حديث النبي أو قوله هو تفاعل النبي مع القرءان والواقع الذي يعيشه وبما يصلح به حال مجتمعه وليس هو وحياً أو مقدسا وليس له صفة التشريع الإلهي الدائم مع الاحترام له كمادة تاريخية.
وأحاديث النبي حسب وصولها لنا أنواع:
-1 يوجد منها ما هو إعادة الأمر أو الندب بالتمسك بمكارم الأخلاق والحض على العمل الصالح وما شابه ذلك فهذه هي صدى للنصوص القرءانية لا مانع من روايتها تحت النص القرءاني المعني والأصل لها وما ينبغي لها أن تسبق القرءان.
-2 أحاديث متعلقة بالحياة المدنية والآداب والنظافة، فإن كان المجتمع يعاني منها أو لا يعرفها وهو بدائي فلا مانع من الاستعانة بها لتشجيع الناس على الامتثال للحياة المدنية والنظافة والطهارة.
3- أحاديث متعلقة بالعبادات الشعائرية ( الصلاة والحج) هي اختيار نبوي من الأذكار والأدعية أو تلاوة سور من القرءان، و الأفضل الالتزام بها مع جواز اختيار غيرها من جنسها ومن القرءان أو ما يفتح الله على العبد من ثناء ودعاء وذكر مجيد لله.
4- أحاديث النبي المتعلقة بقيادته للمجتمع في حال السلم والحرب.
وهي ظرفية وعلاجية وسياسية|، يدرس المقصد منها والحكمة للمعرفة المنهجية التي كان النبي يتوخاها ويسير عليها.
5- أحاديث للنبي المتعلقة بحياته المعيشية مع الناس وزوجاته والأولاد ، وهي تمثل الجانب الإنساني البشري له.
6-أحاديث النبي المتعلقة بالتشريع وهي تفاعله واختيار أحسن صورة للتطبيق تناسب زمانه وتحل المشكلة {وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ العَذَابُ بَغْتَةً وَأَنتُمْ لَا تَشْعُرُونَ }الزمر55
7- أحاديث متعلقة بالنبوءات وهي خاصة لزمانه ولا تؤخذ حجة أبداً على شيء، وعندما تصح في الواقع نتكلم بها وهي غير متعلقة بالدين ولا علاقة لها بالإيمان أو الكفر
8- أحاديث متعلقة بالطب والصحة العامة هي من السقف المعرفي العلمي السائد في قومه أو المجتمعات المجاورة.
9- ما كان وحياً من الأنواع السابقة هو شيء لا علاقة له بالدين ولا بالإيمان أو الكفر وكل هذه الأحاديث هي ظنية الثبوت.
والنبي في هذا المقام يتصرف كبشر وإنسان وهو غير معصوم عن شيء إلا بإيمانه وعلمه وتقواه
ـــــــــــــــــــــــ
– ومفهوم الأسوة أن نتبع منهجية النبي وحكمته ونتعامل مع القرءان والواقع كما تعامل هو، ونفرق بين هذه الأمور ونعطي كل ذي حق حقه.
وكما تلاحظ دراسة هذه المادة الضخمة هو عمل مضني بسبب التحريف والضياع وبسبب عامل الزمن غير أنها غير ملزمة لنا ولا مصدراً ولا مرجعاً دينياً ، فلماذا أترك المنبع والأصل الذي استقى النبي منه وأجري خلف السواقي والفروع التي أصابها الشوائب الكثيرة وأحاول أن أصفيها وأجعلها عذبة ولا أصل إلا لليسير وهو محل اختلاف عند الناس ولا يقبلوه لأنه كلام بشر في النهاية .
والاتباع للرسول وليس للنبي وذلك متمثل بإتباع الرسالة لأنها الأصل المعني من بعث النبي
ـــــــــــــــــــــــ
القرءان أولاً وثانياً وثالثاً…. ومليوناً، هو الأصل والنبع والمرجع والحكمة والمنهج وهو محل التكليف والمحاسبة والمسؤولية وهو الذكر المحفوظ وهو حبل الله المتين.
}وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ قَالَ الَّذِينَ لاَ يَرْجُونَ لِقَاءنَا ائْتِ بِقُرْآنٍ غَيْرِ هَـذَا أَوْ بَدِّلْهُ قُلْ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أُبَدِّلَهُ مِن تِلْقَاء نَفْسِي إِنْ أَتَّبِعُ إِلاَّ مَا يُوحَى إِلَيَّ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ }يونس15
أما مفهوم السنة فهي الطريقة وليس القول أو الحديث ومتعلقة بصورتين:
1- السنة المنهجية وهي التي ذكرتها آنفا وهي الحكمة التي استخدمها النبي في تعامله مع القرءان والواقع ، وهي موجودة في القرءان ذاته .
2- السنة المتعلقة بهيئة الصلاة والحج فقط، وهي الطريقة العملية المتواترة التي مارستها المجتمعات بشكل متنامي دون عنعنة أو رواة ولا منية لأحد بعينه مثل البخاري أو مسلم …الخ، في وصولها للمجتمع اللاحق.
ــ الرسول في هذا المقام التبليغي لكلام الله وتلاوته معصوم عن الخطأ فيه أو نسيان وهذا عصمة ربانية موجهة لمادة الكتاب وليس لشخص النبي، والرسالة هي شيء منفصل عن النبي ومستمرة بعد وفاته
ـــــــــــــــــــــ
توفي النبي محمد الخاتمي وجزاه الله عنا كل خير.
}مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَكِن رَّسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيماً} الأحزاب40
}وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَن يَنقَلِبْ عَلَىَ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ اللّهَ شَيْئاً وَسَيَجْزِي اللّهُ الشَّاكِرِينَ }آل عمران144
}إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُم مَّيِّتُونَ }الزمر30
}وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِّن قَبْلِكَ الْخُلْدَ أَفَإِن مِّتَّ فَهُمُ الْخَالِدُونَ }الأنبياء34