{فَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا وَمِنْ آنَاء اللَّيْلِ فَسَبِّحْ وَأَطْرَافَ النَّهَارِ لَعَلَّكَ تَرْضَى }طه130

التسبيح كلمة تدل على الحركة الحرة المجتمعة والمستقرة بضم المنتهية بتأرجح منضبط ، وهذا المفهوم اللساني يعطي لكمة التسبيخح مكةعاني متعددة حسب السياق وتعلقها بمحلها من الواقع
فالوجود يقوم في حركته من الذرة إلى المجرة على التسبيح، وهذا يعني الحركة الحرة المنتظمة المستمرة،وهذا تسبيح غير العاقل الواعي.
ويوجد تسبيح للعاقل الواعي الذي هو الإنسان، وتمثل بعدة بمحاور:
   الاول: تسبيح إيماني: ويكون بتنزيه الله عن الحركة وتعظيمه لأن الحركة تغير وهذا نقص وقصور في قوة الوجود الأزلي وقدرته الكلية ، وبالوقت ذاته وصف الوجود الحادث بالتسبيح .
   الثاني: تسبيح كوني علمي: ويكون من خلال التعامل مع الوجود الحادث من منطلق أنه يقوم على الحركة والتغير وهذا يقتضي التطور والنمو والاتجاه إلى الأمام والتحديث المستمر وفق محور الثابت و المتغير،وعدم التعامل مع الوجود بشكل ثابت فقط لأن ذلك يؤدي إلى الجمود والتخلف، وهذا هو المنهج الحنيف.
   الثالث: تسبيح بحمد الرب وهو الاستعداد للحركة والفعل والنشاط اليومي بقوة الله وفق سننه
   الرابع: تسبيح تعظيم وتمجيد وشعور نفسي بعظمة الخالق، وضعف الوجود وحاجته لخالقه، وتمثل ذلك بما يسمى الصلاة التعبدية
فالتسبيح قبل طلوع الشمس هو حالة وعي واستحضار لمفهوم واجب الوجود الأزلي الذي هو الله الأحد الصمد، واستحضار مفهوم أن الوجود الحادث متغير في ظواهره وحركته ويسير وفق سنن الله، ويستقبل اليوم الجديد بهذا المفهوم ليتحرك هذا الإنسان بفاعلية وجدية أنه خليفة في الأرض يستطيع أن يتصرف بالوجود وفق سننه ويتعامل معه ويسخره لمصلحته ، ويمكن أن يرافق ذلك الفعل الصلاة التعبدية لينضم تسبيح الجسم وتسبيح العقل والعلم مع بعض فيحصل الإنسان على طاقة إيجابية فاعلة منذ بدء النهار.
والتسبيح قبل غروب الشمس، هو فعل ما سبق وحصل من تسبيح قبل طلوع الشمس، وذلك كتحديث للمفاهيم والأفكار والنشاط الجسمي والتحفيز العقلي والعلمي و نقد ماحصل من عمل خلال النهار وتقويمه، والحصول على طاقة إيجابية فاعلة جديدة