{فَأَجَاءهَا الْمَخَاضُ إِلَى جِذْعِ النَّخْلَةِ }مريم23

أسلوب الدمج بين كلمتين أو أكثر في كلمة واحدة ليؤدوا عدة مفاهيم بوقت واحد، أمر معروف في اللسان العربي، وقد استخدمه القرءان بعدة كلمات:

عس + عس = عسعس،{وَاللَّيْلِ إِذَا عَسْعَسَ }التكوير17

صر + صر = صرصر ، {إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحاً صَرْصَراً فِي يَوْمِ نَحْسٍ مُّسْتَمِرٍّ }القمر19

إسرا (من سرى) + إئيل = إسرائيل،{كُلُّ الطَّعَامِ كَانَ حِـلاًّ لِّبَنِي إِسْرَائِيلَ إِلاَّ مَا حَرَّمَ إِسْرَائِيلُ عَلَى نَفْسِهِ مِن قَبْلِ أَن تُنَزَّلَ التَّوْرَاةُ قُلْ فَأْتُواْ بِالتَّوْرَاةِ فَاتْلُوهَا إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ }آل عمران93

كلمة دحرج هي دح + رج= دحرج

{فَأَجَاءهَا الْمَخَاضُ إِلَى جِذْعِ النَّخْلَةِ } مريم23

كلمة (فأجاءها) تدل على ثلاثة أفعال حصلت  بوقت واحد: جاء و فاجأ ولجأ.

الأول: مجيء المخاض.

الثاني: المفاجأة من هذا الحدث، وهذا يدل على أنها لا تعرفه مسبقًا ولم تخبره، وصغر سن السيدة مريم.

الثالث: حصول المجيء للحدث والمفاجأة  منه ألجأ السيدة مريم إلى جذع النخلة ، وهذا يدل على تعبها الجسمي والنفسي.

وجذع النخلة هو ما يسميه الناس ساق الشجرة ،{قَالَ آمَنتُمْ لَهُ قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ إِنَّهُ لَكَبِيرُكُمُ الَّذِي عَلَّمَكُمُ السِّحْرَ فَلَأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُم مِّنْ خِلَافٍ وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ وَلَتَعْلَمُنَّ أَيُّنَا أَشَدُّ عَذَاباً وَأَبْقَى }طه71، ودلالة كلمة(وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ) تحتمل أن يتم تجويف جذع النخلة ووضع الشخص فيها حتى يموت صلباً.