قراءة نقدية سريعة لمقال الدكتور أبو يعرب المرزوقي

نص مقال الدكتور ابو يعرب المرزوقي على هذا الرابط
http://www.alfalsafa.com/mourajaat%20chohrouriat.html

قراءة نقدية سريعة لمقال الدكتور أبو يعرب المرزوقي(مراجعات في دعاوى الدكتور محمد شحرور)· يغلب على الفلاسفة صياغة مقالات، أو حتى كتب مليئة بالألفاظ الكبيرة والمصطلحات التي تصيب عيني القارئ العادي بالانبهار، ونفسه بالذهول، ويصعب عليه فهم مقصد الفيلسوف، فيظن أن ذلك راجع لضعفه فيتراجع عن نقد النص، ويصفه بالنص العظيم لأنه استعصى عليه فهمه، وفات هذا القارئ المسكين أن المشكلة في النص وليس في عقله أو فهمه، فالنص لا يحوي شيئاً ليدرس أو يفهم، وإنما هو مجموعة كلمات مركبة مع بعضها بحاجة لتفكيك وإرجاع المفاهيم إلى أصلها بصيغة سهلة وواقعية ومرتبة.
· ومقال أبو يعرب المرزوقي المعني ليس مقالاً نقدياً مُحكماً، وإنما هو تمهيد لكتابه النقدي لمنهج الشحرور لذلك غلب عليه الخطاب الأدبي والدعائي، وسرد وتعريف لخطة كتابه، واتهام للآخرين والتقليل من شأنهم ليس أكثر، رغم أنه تطرق لبعض النقاط مثل الترادف، وأنكر على “أبو القاسم والشحرور” رفض الترادف، فقال المرزوقي: (نفي الترادف اللغوي -هامش مضمن في المتن-: من ذلك شعار انتفاء الترادف في اللغة وفي لغة القرآن. وهو أمر لو كانا (أبو القاسم والشحرور) يعلمان معناه لدفنا نفسيهما حيين: فلو كان الترادف منفيا بإطلاق لامتنع التواصل ولامتنع التفاهم ولامتنع تعليم اللسان لأطفالنا ولغير الناطقين بها)، والظاهر من كلامه أنه يخلط بين الترادف بين الكلمات المختلفة مبنى و تنتمي إلى أسرة واحدة مثل: قطع، وقطف، وقطر، وقطن، وتشترك في معنى جزئي وتختلف في آخر، والتطابق في دلالة الكلمات المختلفة مبنى، وهذا واضح من قوله(فلو كان الترادف منفياً بإطلاق لامتنع التواصل ولامتنع التفاهم ولامتنع تعليم اللسان لأطفالنا ولغير الناطقين بها) وهذا الذي ذكره يدل على سطحية شديدة في الفهم، لأنه من المعروف أن التعليم لدلالة كلمة يحتاج المعلم لتقريبها من خلال استخدام مجموعة كلمات مترادفة مشتركة بجزء من المعنى مع الكلمة المعنية حتى يصل المعنى للمتلقي، فإذا وصل المعنى نقول له: انس كل الكلمات التي ذكرناها و احفظ المعنى الذي وصلك فهو معنى الكلمة المعنية، لأن كل كلمة هي بمثابة بصمة الأصبع لا يدل عليها إلا ذاتها، فكتب تعني كتب، ولا تعني نسخ أو ألَّف أو جمع!، وهذا هو الإحكام للسان العربي المبين،ونزل الخطاب القرءاني بهذا اللسان العربي المبين، أما وجود تطابق المعاني في الكلمات المختلفة لفظاً فهو استخدام شعبي سائد وتساهل خلاف الإحكام ولا يُعَد حجة ولا علم، لأن المستخدم للألفاظ معيشياً لا يهمه المبنى بقدر وصول المعنى، فإذا وصل المعنى للمتلقي تساهل في المبنى، فعلاقة الناس ببعضهم تقوم على المعاني وليس على المباني، بخلاف الخطاب القرءاني فهو يقوم على علاقة جدلية بين المبنى والمعنى ومحل الخطاب من الواقع، وبعد ذلك للقارئ أن يفهم قول المرزوقي:( وهو أمر لو كانا (أبو القاسم والشحرور) يعلمان معناه لدفنا نفسيهما حيين) فعن أي معنى يتكلم ؟!
· والمرزوقي لم يذكر رأيه صراحة في الترادف وهل يقول: بإمكانية وجود تطابق كلمتين مختلفتين في المبنى متفقتين بالمعنى في اللسان العربي، وهل نقده لرفض الترادف هو من باب ضبط مصطلح علمي لأن الترادف موجود في اللسان العربي المبين، ولكن يُستخدم المصطلح خطأ بمعنى التطابق في المعنى لكلمات مختلفة بالمبنى، واستخدم “أبو القاسم والشحرور” لفظ الترادف كخطأ شائع، ولا ينفيان الترادف العلمي في اللسان العربي، وإنما ينفيان التطابق بالمعنى لكلمات مختلفة بالمبنى،وتبنيا قاعدة( إذا اختلف المبنى اختلف المعنى ضرورة) فوجب التنبه لهذه النقطة وفهم استخدام الآخر للمصطلح، وماذا ينفي أو يثبت، وإلا صار الأمر تصيد بالماء العكر، ولا يمكن أن نفهم مقصد أبو يعرب بالضبط إلا إذا قرأنا الكتاب المعني، وللأسف لم أجد الكتاب على النت، ولم أجده في المكاتب في دمشق التي بحثت فيها.
دمشق 9/8/2011
سامر إسلامبولي