محاكمة أليس في بلاد العجائب

بعد أن غرق فرعون هو وجنوده قامت القيامة وبعث للحساب.
نادى الملائكة على فرعون للمثول أمام المحكمة فأتى يجر جسمه بثقل وذل وانكسار ووقف خائفاً زائغ البصر.
وجه له ملك الادعاء تهمة ذبح أبناء بني إسرائيل الذكور، واستحياء نسائهم، واستعباد رجالهم كيد عاملة مجانية ، وقال الملك: ماتقول بتلك التهم؟
فرعون: بريء من كل تلك التهم تفصيلاً وإجمالاً.
الملك: كيف ذلك أليس أنت الذي أمرت الوزير بممارسة ذلك ؟
فرعون: هل رأيت بعينك أني ذبحت أحد الأطفال أو استحييت أحد النساء؟
الملك : لا؛ لم أرك أنت شخصياً تفعل ذلك بنفسك، ولكن أمرت به.
فرعون: أنا أتكلم عن قضية الفعل الإجرامي، وهل أنتم تحاسبون على الفعل أم على الكلام، دعنا ننتهي من قضية الفعل أولاً، وبعد ذلك نناقش قضية الكلام والأمر.
الملك: حسناً، أنت لم تفعل شيئاً بيدك .
فرعون: جيد؛ إذاً أنا بريء من فعل الإجرام.
الملك: وما تقول بأمرك للجنود أن يفعلوا ذلك ؟
فرعون: هل معك برهان كتابي بخط يدي يثبت أني أمرت الجنود بذلك؟
الملك: لايوجد أمر مكتوب بخطك لأن الأمر كان شفهياً أصدرته لوزيرك.
فرعون: ومن يشهد أني أصدرت هذا الأمر؟
الملك: أنا سمعتك .
فرعون: شهادتك مرفوضة قانونياً لأنك أنت محامي الادعاء وخصم لي.
الملك: الوزير شهد عليك وقال إنك أمرته بذلك.
فرعون: الوزير كذاب، قال ذلك ليبرئ نفسه ويرمي المسؤولية على غيره.
الملك : وهل الوزير يتصرف وحده بمثل تلك الأمور؟
فرعون: الواقع أنه تصرف وحده وأنا لا علم لدي بما كان يفعل، ومنكم علمت ذلك الآن .
القاضي: يُفرج عن فرعون بكفالة لعدم ثبوت الأدلة القانونية عليه ، ويعاقب رجال بني إسرائيل لأنهم أنجبوا ذكوراً وسببوا المشكلة هذه !!