ربوبي يسأل

سامر إسلامبولي لدي اسئله لحضرتك ما هي مصادر الاسلام بالنسبه لك ، ما هي معايير تفسير القرآن بالنسبه لك؟ من هو محمد من خلال القرآن نفسه؟ كيف نعرف الاحداث المبهمه من خلال القران فقط؟
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

سامر إسلامبولي لدي اسئله لحضرتك ما هي مصادر الاسلام بالنسبه لك ، ما هي معايير تفسير القرآن بالنسبه لك؟ من هو محمد من خلال القرآن نفسه؟ كيف نعرف الاحداث المبهمه من خلال القران فقط؟
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
صديقي الربوبي
الإسلام دين الله ( مفاهيم إيمانية وأحكام ) فهذا يعني ضرورة أن يكون مصدره الواقع والمنطق وما أنزل الله من كتاب ( القرءان) ويشترط ثبوت ذلك يقينا بالبرهان وأن تكون دلالة النصوص قطعية الدلالة وليست ظنية
– المفاهيم الإيمانية يوجد لها اصول وتوابع وفروع، الأصول ثبتت بالبرهان المنطقي خارج القرءان ( الإيمان بالله و اليوم الآخر ) الذي يلزم منه الحساب والمسؤولية ضرورة ، والتفاصيل والفروع أتت بالنص الديني الثابت أنه من عند الله لمن يؤمن به.
-الأحكام الدينية أيضا لها أصول وتوابع وفروع، الأصول هي منظومة إنسانية تقوم على الفطرة والعقد الاجتماعي ( منظومة القيم والأخلاق والوصايا العشر) ، أما التفاصيل والتوابع فلا بد لها من نص ديني ثابت قطعي الدلالة تقوم على مفهوم المقاصد والمصالح الإنسانية لحفظ الضرورات الإنسانية مثل حفظ الحياة وحفظ الكرامة وحفظ الحرية والسلام والأمن الاجتماعي والملكية الاقتصادية …..وتأت بالحد الأعلى للعقوبات وبالحد الأدنى للأحكام الاجتماعية ، وهذا ما يسمى بالنظرية الحدودية ويترك المناورة و الحركة للإنسان كمجتمع في التحرك بالعقوبات نزولا نحو الرحمة والإنسانية ، وصعودا في الأحكام ليواكب التطور والمستجدات، ويكون تشريع الإنسان ليس دينيا وإنما هو خاص بمجتمعه ولكل مجتمع تشريعه ويقدم باسم الممنوع والمسموح وليس الحرام والحلال أو الواجب الديني.
يوجد جانب آخر في الكتاب الإلهي تعلق بالقصص والكونيات ويغلب عليه التشابه بالنصوص ( يقبل التعدد بالأفهام) وهذا الجانب لايسمى دينا وليس هو محل خطاب لكل إنسان وإنما هو خاص للباحثين والعلماء ومن يهتم بالأمر فالخلاف في دراستها وفهمها أمر مقبول ومرد ذلك يرجع لمستوى الباحث وأدواته المعرفية وموقعه الزمكاني، ولاتخضع لمفهوم الكفر والإيمان وإنما لمفهوم الصواب والخطأ، مثل موضوع كروية الأرض أو تسطيحها فهو خلاف تصورات يرجع حكمه للعلم والواقع فمن اتبع العلم أصاب وهو المطلوب ومن اتبع تصوراته فقد أخطأ والواقع هو الذي يغربل الأفكار وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض والجفاء يذهب ويتقلص
لذلك ينبغي أن نفرق في الكتاب الإلهي نوعين من الخطاب :
خطاب ديني ، وخطاب علمي قصصي، ولكل خطاب منهج في دراسته مع وجود قاسم مشترك بينهما
الكتاب الإلهي نزل بلسان عربي مبين واستخدم في صياغة الخطاب قواعد منطقية علمية واقعية فلايوجد في الخطاب الإلهي تطابق في الدلالات لكلمات مختلفة بالمبنى ولايوجد مجاز ولا عبث ولا حشو
(إذا اختلف المبنى اختلف المعنى ضرورة ) مع إثبات مفهوم الترادف الذي هو تداخل جزئي بين دلالات الكلمات المختلفة بالمبنى
ومنهج دراسة القرءان يكون من القرءان ذاته فمفاتيحه موجودة داخله
ابتداء معرفة المنهج اللساني الذي نزل به وقواعده
ثانيا ترتيل النصوص المتعلقة بالموضوع ذاته على مساحة النص القرءاني كله
ثالثا التقليم ويعني ترتيب وتهذيب النصوص حسب الأولوية بالمواضيع ويكون الواقع محل الخطاب هو الإمام بهذه العملية ، مثل نص خلق الإنسان من طين وجعل نسله من ماء مهين، فالواقع هو الذي يقلم عملية الترتيب الزمني أي منه هو أول
رابعا التدبر والفهم لهذه النصوص هو نسبي لتعلقه بالعلم النسبي، ولذلك لايكون فهم أي مجتمع سابق اي كان حجة على فهم مجتمع لاحق، وتظهر القاعدة التدبرية في هذا النوع من الدراسة للمواضيع وهي ( ثبات النص كمبنى وتحرك المعنى مع تحرك العلم ) والنص القرءاني حجة بذاته لايحتاج لمن يقول بقوله ولذلك أتى صياغة النص كمبنى بلسان عربي مبين جامع محكم يحتوي خاصية التشابه التي تحتوي وتستوعب التطور والتحرك في المعنى حسب تحرك العلم دون الخروج عن مفهوم النص لسانياً
خامسا الواقع محل الخطاب هو الإمام والحجة والبرهان والذي يوجه منحى دراسة النصوص ذات الموضوع المعين ، فالواقع مصدر للتفكير وموضع له بوقت واحد
سادسا يتم دراسة الموضوع في القرءان وفق منظومته المحكومة بالمظومات كلها وهذه الطريقة هي ذاتها دراسة العلم فلا يمكن دراسة جزء بمعزل عن منظومته التي ينتمي إليها ( تفكير منظوماتي)
– وبناء على هذا التقديم نعلم أن النبي تابع للقرءان ويستمد صدق ادعائه من صدق القرءان وثبوته وليس العكس، وأن النبي كائن بشري كسائر الناس ، وهو نبي كسائر النبيين ، وليس له حق التشريع مع الله ولايعلم الغيب وليس له اي ميزة، ولذلك نبوة محمد لقومه دعوة وإمامة وقيادة وإدارة ( زمكانية)، ورسول للناس برسالته المحفوظة (القرءان)، يعني علاقة الناس بعد وفاة النبي تكون برسالته فقط المتمثلة بالقرءان.
– بالنسبة لمواضيع القرءان القصصية أتت بشكل كلي وعام وما أراد الرب من تفصيله فصله، و القرءان ليس هو كتاب تاريخ، فالذي يهم المجتمع الإنساني أتى ذكره في القرءان وما لايهمه ترك للدراسة التاريخية بوسائلها المتاحة والتي ينبغي أن لا تنفي ما ثبت في القرءان لأنه نص إلهي عند من آمن به
ويبقى الخلاف في تلك المواضيع أمر خارج الدين
هذا مختصر ولكنه جامع ويوصل الفكرة لواحد مثلك باحث عن الحقيقة ويفكر بحرية
وشكرا لسؤالك
وإن زدت زدنا