حصل في تاريخ الدين الإسلامي قلب بالمفاهيم رأساً على عقب نتيجة الدس وتدخل الطغاة في الدين واستخدامه في استعباد الشعوب، فظهرت مفاهيم ومقولات تكرس السلوكيات الفردية الشخصية وتجعلها أساساً للدين مثل اختراع حديث : أول ما يُسأل العبد عن الصلاة، فإن صلحت صلح عمله وإن فسدت فسد عمله، ووجهوا الناس نحو الاهتمام اللفظي والثرثرة وترك العمل الصالح فاخترعوا أحاديث تشيد بتكرار الصلاة على النبي مئات المرات ووضعوا لها ثواب عظيم ، وكذلك ألفاظ أخرى جعلوها تسبيح وتعظيم لله يكررونها آلاف المرات ووعدوا من يقوم بذلك القصور والأنهار في الجنة …الخ، وهذه الدعوة هي رهبانية من نوع آخر داخل المجتمع لاحاجة إلى أن تفارقه أوتعتزل الناس على رؤوس الجبال أو في الأديرة والمعابد..
اعلموا أن الدين يقوم على العمل الصالح والأخلاق وليس على السلوكيات الشخصية والثرثرة ، وأول ما يحاسب العبد يوم القيامة عن عمله وليس عن صلاته ، والعمل الصالح هو عمل يتعلق بصلاح حياة الناس ومعيشتهم وفكرهم ، ولذلك هذه الأحاديث كلها مدسوسة وكذب وتضليل وخداع للناس حتى يصابوا بلوثة في عقولهم ويتم استعبادهم من قبل الكهنوت والطواغيت وصرفهم عن التفكير بشؤون الحياة والنهضة وإصلاح وضعهم.