كثيراً ما نسمع من بعض من يتصدر الدعوة و التعليم الديني قوله:( اتقوا الله ويعلمكم) ويبني عليها فكرة أن التقوى لله عز وجل طريق للتعلم ويمكن للإنسان التقي أن ينام ويستيقظ عالما بسبب تقواه دون تعلم ولادراسة .
هذا القول ليس نصاً قرءانياً وإنما جملة أتت في نهاية نص، ومن الجهل على درجة كبيرة وفاحشة أن يقتطع الإنسان جزءاً من نص ويبني عليه مفهوماً معين، فهذا فعل غوغائي وجاهلي لأنه سوف يصل إلى مفاهيم باطلة وهزلية مثل من يأخذ( فويل للمصلين).
والنص هو:
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا تَدَايَنتُم بِدَيْنٍ إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى فَاكْتُبُوهُ وَلْيَكْتُب بَّيْنَكُمْ كَاتِبٌ بِالْعَدْلِ وَلاَ يَأْبَ كَاتِبٌ أَنْ يَكْتُبَ كَمَا عَلَّمَهُ اللّهُ فَلْيَكْتُبْ وَلْيُمْلِلِ الَّذِي عَلَيْهِ الْحَقُّ وَلْيَتَّقِ اللّهَ رَبَّهُ وَلاَ يَبْخَسْ مِنْهُ شَيْئاً فَإن كَانَ الَّذِي عَلَيْهِ الْحَقُّ سَفِيهاً أَوْ ضَعِيفاً أَوْ لاَ يَسْتَطِيعُ أَن يُمِلَّ هُوَ فَلْيُمْلِلْ وَلِيُّهُ بِالْعَدْلِ وَاسْتَشْهِدُواْ شَهِيدَيْنِ من رِّجَالِكُمْ فَإِن لَّمْ يَكُونَا رَجُلَيْنِ فَرَجُلٌ وَامْرَأَتَانِ مِمَّن تَرْضَوْنَ مِنَ الشُّهَدَاء أَن تَضِلَّ إْحْدَاهُمَا فَتُذَكِّرَ إِحْدَاهُمَا الأُخْرَى وَلاَ يَأْبَ الشُّهَدَاء إِذَا مَا دُعُواْ وَلاَ تَسْأَمُوْاْ أَن تَكْتُبُوْهُ صَغِيراً أَو كَبِيراً إِلَى أَجَلِهِ ذَلِكُمْ أَقْسَطُ عِندَ اللّهِ وَأَقْومُ لِلشَّهَادَةِ وَأَدْنَى أَلاَّ تَرْتَابُواْ إِلاَّ أَن تَكُونَ تِجَارَةً حَاضِرَةً تُدِيرُونَهَا بَيْنَكُمْ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَلاَّ تَكْتُبُوهَا وَأَشْهِدُوْاْ إِذَا تَبَايَعْتُمْ وَلاَ يُضَآرَّ كَاتِبٌ وَلاَ شَهِيدٌ وَإِن تَفْعَلُواْ فَإِنَّهُ فُسُوقٌ بِكُمْ وَاتَّقُواْ اللّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللّهُ وَاللّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ }البقرة282
وإذا قرأنا النص كله كوحدة متماسكة ظهر لنا مفهوم الجملة الأخيرة (وَاتَّقُواْ اللّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللّهُ) وهي تعلق التقوى بما سبق من تعليم وأوامر يحض المشرع على الإلتزام بها ، وقال : إن هذه الأوامر هي تعليم لكم لتحفظوا حقوقكم.