لايشترط للضمير أن يرجع لأقرب مذكور قبله
مقولة : إن الضمير يرجع لأقرب مذكور قبله، ليس قاعدة لسانية منطقية ، وإنما هي مقولة على الغالب، وتطبق على كلام الناس فيما بينهم ، لأنه لايصح ارجاع الضمير في كلام الناس لما قبل نصف ساعة من الكلام أو مضي نص كبير لأن هذا يسبب إرباك لهم وسوء فهم ، بينما في كلام الله يختلف الوضع لاختلاف طريقة التدبر والفهم ولوجود منهج خاص لدراسة القرءان يختلف عن دراسة كلام الناس، فالضمير في القرءان يمكن أن يرجع لأول النص أو وسطه ولايشترط أن يرجع لأقرب مذكور قبله ، والضابط لهذه العائدية للضمائر في القرءان هو المعطيات والقرائن المذكورة في النص ذاته ومحل الخطاب من حيث قبول رجوع الضمير له أو رفضه لإنتفاء تحقق الصفة به.مثلا اقرؤوا:{وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِّلسَّاعَةِ فَلَا تَمْتَرُنَّ بِهَا وَاتَّبِعُونِ هَذَا صِرَاطٌ مُّسْتَقِيمٌ }الزخرف61قال بعض المفسرين وبعض أهل النحو : إن ضمير الهاء في كلمة (إنه) يرجع للمسيح المذكور قبله بناء على المقولة الآنفة الذكر، وهذا القول باطل بدليل أن المسيح ليس هو علم بحد ذاته وليس هو الصراط المستقيم المذكور بالنصوص، وهذا يعني لابد من البحث عن من يتحقق به صفة العلم والصراط المستقيم في النصوص السابقة ليكون هو محل رجوع الضمير له ، ولو رجعنا قليلا في التلاوة بقدر صفحة في السورة ذاتها آية رقم (43)لوجدنا أن القرءان هو العلم والصراط المستقيم وهو محل النقاش ومحور السورة والكلام، لنقرأ{فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ إِنَّكَ عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ }الزخرف43{وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَّكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْأَلُونَ }الزخرف44غير أن بدء السورة الكلام كان عن القرءان، وهذا يعني إمكانية رجوع الضمير لبدء السورة ذاتها.{حم } {وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ } {إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ }الزخرف1-3
اضف تعليقا