السؤال:
هل يوجد للكلمة عدة مفاهيم ومعاني ؟
الجواب:
– الكلمة في اللسان العربي لها مفهوم واحد لسانياً، ولها معاني كثيرة تظهر حسب السياق ومحل الخطاب محكومة بالمفهوم اللساني الجذري للكلمة مع مراعاة صيغتها كفعل أو اسم وتنوع حركاتها .
مثل :
كتب ، يكتب، اكتب، مكتب ،مكتوب، كتاب ، كاتب، كتيبة …الخ، كلها محكومة بمفهوم جذرها اللساني (كتب).
– إذا اختلف المبنى اختلف المعنى ضرورة ، وهذه قاعدة منطقية كونية تدل على إحكام الخطاب القرءاني
وهي تعني أن أي اختلاف في بناء الكلمة كأصوات وأحرف يؤثر بتغير المعنى حسب تغير البناء .
جاء غير أتى، السنة غير الحديث، النبي غير الرسول، البشر غير الإنسان، الفرقان غير القرءان، التوراة غير الإنجيل…..الخ، وهذا الاختلاف في مفهوم ومعنى الكلمة لا ينفي اشتراك معاني الكلمات في أمر واحد ، فمثلا أسماء الله متعددة ومختلفة المعنى ولكن مشتركة بالمسمى الواحد، فالله هو الرحمن والرحيم والملك والحق والمؤمن والقدوس والسلام …الخ، فكل اسم له مفهوم ومعنى مختلف عن الآخر وكلها أسماء لله الواحد .
– لا يمكن فهم معنى كلمة أو الحكم عليها إلا ضمن سياقها ومحل الخطاب من الواقع ، فلا يصح عزل جزء عن منظومته وفهمه وحده.
مثلا كلمة (أهلك) هذا اللفظ في سياق معين يكون اسماً من كلمة (أهل) {وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لَا نَسْأَلُكَ رِزْقاً نَّحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى }طه132
وفي سياق آخر يكون هذا اللفظ فعلاً من كلمة (هلك){وَأَنَّهُ أَهْلَكَ عَاداً الْأُولَى }النجم50
فرغم أن اللفظ الصوتي واحد وبناء الكلمة واحد في شكلها الحالي إلا أن المعنى اختلف، وهذا تأتى من السياق ومحل الخطاب، وهذا يدل على أن المتلقي للخطاب يساهم ويشارك المتكلم في تحديد المعنى وذلك من خلال إسقاط الكلام على محله من الخطاب فهو يحكم المعنى وليس شكل الكلمة رسماً أو لفظها الصوتي يحكم المعنى فهذا سطحية وجمود في الفهم.
مثل آخر كلمة (يزيد)
{وَيَزِيدُ اللَّهُ الَّذِينَ اهْتَدَوْا هُدًى وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَاباً وَخَيْرٌ مَّرَدّاً }مريم76، كلمة (يزيد) في الجملة هذه أتت بصيغة فعل والذي حدد ذلك هو السياق ومحل الخطاب.
قام يزيدُ وخطب في الناس،كلمة (يزيد) في الجملة هذه أتت بصيغة اسم والذي حدد ذلك هو السياق ومحل الخطاب.
لذلك قال علماء النحو افهم ثم أعرب، ونصف الكلام لا جواب له ، والحكم للسياق ومحل الخطاب
لذا، انتبهوا من أن تقعوا في بناء مفهوم أو معنى من أهداب الكلمة لفظاً أو رسماً بمعزل عن السياق ومحل الخطاب مثل اخذ جملة (فويل عن المصلين) من سياقها وعزلها عنه، فتصلون إلى مفهوم ضلالي خلاف الحقيقية ومقصد المتكلم رغم أنكم تعتمدون على جملة قرءانية ، فهذا عمل اعتباطي غوغائي يضل الناس بالقرءان ذاته.
اضف تعليقا