نقاش هادئ مع محامية حول حكم غطاء رأس المرأة أو شعرها

قالت إحداهن( وهي محامية): كيف تتجرأ وتنفي حكم وجوب غطاء رأس المرأة شرعًا وتجعله من العرف والعادات؟
قلت: قبل أن تتهجمي علي وتنكرين رأي وفهمي هل يمكن أن تجيبي على بعض أسئلة أوجهها لك وبعد ذلك نعرف من يشرك مع الله في الحاكمية؟
قالت: تفضل هات ما عندك؟
قلت: ما رأيك بقاعدة: لا تكليف أو مسؤولية إلا بشرع أو بقانون؟
قالت: كلام منطقي وعادل، فأكيد لا يصح الحساب والمسؤولية دون وجود نص قانوني يحظر أو يمنع ذلك أو يوجبه ويلزم به الناس.
قلت: أحسنت، ما رأيك بالقاعدة: الأصل في الأشياء الإباحة إلّا ما ورد النص به؟
قالت: هذه القاعدة يقوم عليها القانون والتشريع فأكيد لا يمكن أن يحتوي القانون كل المباح ويشرعه وإنما ينص على المحظور والممنوع أو الواجب ويسكت عن الباقي، وهذا يدل على إباحته والحرية في فعله أو تركه ولا يحتاج لقانون لإباحته ولا يصح أن يطلب أحدهم نصًا قانونيًا على حريته في الفعل أو الترك .
قلت: أحسنت، هل برأيك يصح أن يأتي صياغة قانون يوجب شيء أو يحرمه بصياغة ظنية احتمالية ؟
قالت: أكيد لا يصح لأن هذا نقض لحكمة المشرع ويجعل الحساب عبث وظلم لنفي تحديد المطلوب .
قلت: أحسنت، هل برأيك يصح أن يأتي نص القانون مبهم ويترك شرحه وتفصيله للناس؟
قالت: هذا تابع لما سبق من القول لا يصح أن يأتي النص القانوني ظني واحتمالي وأكيد لا يصح أن يأتي مبهم ويترك تفصيله وشرحه للناس لاختلاف الأفهام .
قلت: أحسنت، هل برأيك نزل التشريع القرءاني للناس أم لقوم النبي فقط؟
قالت: أكيد للناس جميعًا
قلت: أحسنت، هل يوجد برأيك فهم أحد مهما كان قديمًا أو حديثًا حجة على فهم آخر ؟
قالت: الفهم يبقى فهمًا، والحجة بالبرهان والدراسة .
قلت: جيد أحسنت، هل برأيك التطبيق التاريخي لفهم نص هو حجة وملزم للناس اللاحقين؟
قالت: التطبيق هو نتيجة فهم، والفهم ليس حجة على أحد ولا برهان.
قلت: ممتاز، هل الكثرة وقدم الزمان حجة أو برهان على صواب شيء أو خطئه؟
قالت: الكثرة وقدم الزمان على قول أو سلوك ليسا حجة أو برهان على صواب شيء أو خطئه.
قلت: هل نزل القرءان بلسان قوم النبي وثقافتهم القومية أم نزل بلسان عربي مبين؟
قالت: لاشك نزل بلسان عربي مبين ولم ينزل بلسان قومي
قلت: هل المعاجم والقواميس حجة على الخطاب القرءاني وتحكمه أم هو حجة عليها ويحكمها؟
قالت: لاشك الخطاب القرءاني هو البرهان و الحجة ويحكم كلام الناس وفهمهم
قلت: الآن هات لي نص قرءاني يثبت حكم وجوب غطاء رأس المرأة بناء على ما أثبت من قواعد ؟
قالت: هو نص واحد فقط ( وليضربن بخمرهن على جيوبهن).
قلت: أولًا ؛هذا ليس نصًّا وإنما جزء من نص وما ينبغي أن تقتطعيه من سياقه لأن المعنى يتغير مثل لو جئت بجملة ( (فويل للمصلين) وفهمتيها دون سياقها.
ولذلك ينبغي أن تذكري النص كاملًا وتفهمي الجملة المعنية حسب ترتيب ورودها.
ومع ذلك أخبريني حسب القواعد التي ذكرتيها آنفًا:
– هل يوجد في الجملة كلمة غطاء أو ستر أو حجاب أو ما يدل على ذلك المعنى؟
– هل كلمة ضرب تعني غطى أو حجب أو ستر؟
– هل يوجد كلمة رأس أو شعر في الجملة؟
– هل كلمة خمار في اللسان العربي تعني حصرًا ما يوضع على الرأس ؟
– هل كلمة جيب تعني رأس المرأة أو شعرها؟
– هل برأيك يمكن استنباط أو فهم حكم وجوب غطاء رأس المرأة أو شعرها من هذا النص؟
قالت: بصراحة بعد كل ما ذكرت لا أرى أن الجملة قطعية الدلالة على وجوب غطاء رأس المرأة أو شعرها لانتفاء وجود هذه الألفاظ الثلاثة في النص، ولكن يوجد روايات حديثية وفهم العلماء واتفاقهم على وجوب غطاء رأس المرأة
قلت: حسب القواعد التي أثبتيها لا قيمة دينية للروايات التاريخية ولا لفهم العلماء لأنهم ليسوا مصدر الدين ولا حجة ولا برهان على شيء
قالت: لقد حاصرتني بالقواعد ولم أعد قادرة على التحرك ؟
قلت: جعلت القواعد لضبط الكلام والفهم وليست هي قيودًا وأغلالًا، وإنما هي لجعلك حرة في حركتك وتفكيرك.
قالت: برأيك من أين جاء حكم وجوب رأس المرأة ؟
قلت: أخبريني أنت بناء على ما فهمت ؟
قالت: جاء من خارج القرءان، نتيجة تطبيق تاريخي وفهم ذكوري وشرعنوه مع الزمن ودسوه تحت القرءان.
قلت: أحسنت فهمًا وتحليلًا، أخبريني الآن من يشرك بحاكمية الكتاب ويُشرِّع مع الله للعباد؟
قالت: لاشك إنهم الكهنوت ويستخدمون التراث والتاريخ والروايات ليزاحموا بها القرءان
قلت: هذه هي المثناة التي استكتبها الناس ليزاحموا بها كتاب الله.
قالت: جزاك الله خيرًا سوف أعيد ترتيب أفكاري وأحدثها وأستفيد من هذا النقاش الأصولي المنطقي القرءاني، واعتذر عن تهجمي عليك دون علم . والسلام عليكم
قلت: لابأس عليك، والحق على الكهنوت الذي يضلل الناس بكل وسائل الإعلام المكتوبة و المرئية والمسموعة
ودمت بخير وأتمنى لك التوفيق وحسن التدبر