السؤال:

قال تعالى: ” إن يدعونَ مِنْ دونهِ إلا إناثاً و إن يدعونَ مِنْ دونهِ إلا شيطاناً مريداً {117} ” سورة النساء —–
ما المقصود ب ” إلا إناثاً ” يعني جمع أنثى

الجواب:

أنثى: أصلها أنث، وهي تدل على ظهور لطيف مخفي منته بدفع خفيف ملتصق. وتحقق ذلك المفهوم بمجموعة في نوع من الكائنات الحية التي تعتمد في تكاثرها على اللقاح وتنفعل به وتستقبله في داخلها، وأطلق عليهم اسم الأنثى، فهي تسمية وظيفية.

أورد لسان العرب:

« أنث، الأنثى: خلاف الذكر من كل شيء، والجمع إناث؛ وأُنُثٌ جمع إِناث… ويقال: للمَوات خلاف الحيوان: الإناث» اهـ.

ويقال: تَأنَّث الرجل، إذا تلَطَّف في كلامه ومعشره.

وظهرت كلمة الأنثى بصورة مادية تمثلت بالكائنات المنفعلة صاحبة الجهاز التناسلي المخفي وهي مقابل النوع الذكري ومُكَمِّل له، {وَأَنَّهُ خَلَقَ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنثَى }النجم45، وظهرت بدلالة معنوية تدل على اللين  والضعف والمحدودية والاحتياج للغير،{إِن يَدْعُونَ مِن دُونِهِ إِلاَّ إِنَاثًا وَإِن يَدْعُونَ إِلاَّ شَيْطَانًا مَّرِيدًا} (النساء117)، ليس المقصد من كلمة(إناثًا) في النص؛ الكائنات صاحبة النوع التناسلي المخفي، وإنما المقصد الدلالة المعنوية التي تمثلت بكل الكائنات بصرف النظر عن نوعهم أو جنسهم من حيث اتصافهم بالقصور والمحدودية والضعف وانفعالهم وحاجتهم لغيرهم، والنص هو استنكار وتوبيخ لهم كيف تدعون كائنات ضعيفة منفعلة غير فاعلة بذاتها ولا تملك لنفسها شيئًا؟

إذن؛لا يشترط أن تكون دلالة كلمة الذكر والأنثى دائمًا بالمعنى المادي المتعلق بالجهاز التناسلي ولو أن غالب الخطاب والشائع أتى هكذا، ولكن هذا ليس قاعدة، فيوجد احتمال أن تأتي هذه الكلمات بدلالة معنوية  لا علاقة لها بالجهاز التناسلي، ويتم تحديد ذلك من دراسة سياق النص ومحله من الخطاب.