هل الذِكر هو حديث النَّبيِّ، أو القرءان

الشبهة الثالثة:  استدلالهم بقوله تعالى:  {وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ إلَّا رِجَالًا نُّوحِي إِلَيْهِمْ فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ، بِالبَيِّنَاتِ وَالزُّبُرِ وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ} [ النحل: 43-44].

على أنَّ كلمة (الذكر) في النص الثاني يقصد بها مادة الحديث النبوي؛ ما يدل على أنه وحي من الله، ووظيفته بيان النص القرءاني، ولا يمكن الاستغناء عنه أبدًا.

إنَّ علماء السلف يقتطعون من هذين النصين المترابطين معًا مضمونًا، جملةً، هي: {وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ} وبنوا مفهومهم الأبتر على ذلك.

وقالوا: الذي نزل إلى الناس هو القرءان، فيكون الذكر يقصد به السنة، وبالتالي السنة وحي نزل على محمد ليستخدمها في عملية البيان للقرآن، وعند التطبيق والممارسة لهذا المفهوم، لا يجدون أمامهم سوى مادة الحديث النبوي، فيأخذونه تحت اسم السنة، ويتخبَّطون بذلك المفهوم، وسبب كل ذلك هو اقتطاع جملة من سياقها، أو أخذ النص دون إرجاعه إلى منظومته.

 

وظيفة البيان متعلِّقة بالحديث النبوي، أم بالقرءان؟

إنَّ أهل الذكر في النص الأول هم أهل الكتاب، والذكر الذي نزل إليهم هو التوراة والإنجيل.

أما كلمة الذكر الثانية {بِالبَيِّنَاتِ وَالزُّبُرِ وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ} فهي القرءان، والذي نزل إليه الذكر هو النَّبيُّ محمد.

وجملة: {مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ} غير عائدة إلى كلمة الذكر التي قبلها مباشرة، وإنما عائدة إلى الذكر السابق الذي نزل للناس. فالنص يحتوي على فعلي نزول.

الأول:  {وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ} والمخاطب به محمد، والذكر الذي نزل إليه هو القرءان، ليقوم بتلاوته على الناس جميعًا.

الثاني:  {لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ} وهو فعل نزول إلى الناس سابقًا، وليسوا هم إلا أهل الكتاب والذكر الذي نزل إليهم هو التوراة والإنجيل.

ففعلا النزول غير عائدين إلى مادة واحدة، وإنما لكل منهما مادة مستقلة، فتكون وظيفة التبيين للرسول {لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ} هي استخدام الذِكر الذي أنزل حديثًا، وليس هو إلَّا القرءان في عملية التبيين للذكر الذي نزل سابقًا، وليس هو إلَّا التوراة والإنجيل، ويكون البيان من جراء عرض وتلاوة الذِكر الحديث (القرءان) على مسامع أهل الذكر القديم (التوراة، والإنجيل) ليقوموا بتدقيق ذكرهم القديم على موجب الذكر الحديث، فتظهر لهم مواضع التحريف، ويظهر لهم ما قد تم نسخه، أو تعديله بالذكر الحديث، وما تم إقراره واستمراره لصلاحيته؛ لذلك أنهى الله النص بقوله:  {وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ}.

إذن، وظيفة البيان، التي يقوم بها الرسول بواسطة الذكر الحديث (القرءان)، إنما هي وظيفة تاريخية لذكر قديم (التوراة والإنجيل)، ليتم تصويب وتعديل القديم على ضوء الحديث ونوره.

هذا تفسير وظيفة التبيان للرسول بالنص السابق، ولا علاقة له بمادة الحديث النبوي إطلاقًا.

وبالتالي فاستدلال بعض العلماء بهذه الجملة المقتطعة من النص خطأ فاحش، وينبغي إرجاعها إلى سياقها، وقراءتها وفق النص كاملًا ضمن المنظومة الكلية، التي تنص على أنَّ القرءان هو بيان بنفسه، ونور لغيره لا يحتاج لمن يبيِّنه، فهو هدًى وشفاءٌ لما في الصدور.

â #sŒÎ)ur 4’n?÷Gè? óOÎgøŠn=tæ $uZè?$tƒ#uä ;M»sYÉit/   tA$s% šúïÏ%©!$# Ÿw tbqã_ötƒ $tRuä!$s)Ï9 ÏMø$# Ab#uäöà)Î/ ÎŽöxî !#x‹»yd ÷rr& ã&ø!Ïd‰t/ 4 ö@è% $tB Ücqä3tƒ þ’Í< ÷br& ¼ã&s!Ïd‰t/é& `ÏB Ä›!$s)ù=Ï? ûÓŤøÿtR ( ÷bÎ) ßìÎ7¨?r& žwÎ) $tB #Óyrqム¥’n<Î) ( þ’ÏoTÎ) ß$%s{r& ÷bÎ) àMøŠ|Át㠒Ïn1u‘ z>#x‹tã BQöqtƒ 5O‹Ïàtã  á  [يونس:15].

â #x‹»yd ×b$u‹t/ Ä¨$¨Y=Ïj9 “Y‰èdur ×psàÏãöqtBur šúüÉ)­GßJù=Ïj9 á[آل عمران:  138].