التلاوة الصوتية وحي وهي الأصل، والخط اصطلاح وتابع لها

طريقة خط بعض الكلمات في النص القرءاني وكيف تلفظ
– ألم ——- تتلى لفظاً: ألف لام ميم
– كهيعص ——- تتلى لفظاً: كاف هاء ياء عين صاد
– الضعفـــؤا —— تتلى لفظاً : الضعفاء
– الصلوة ——– تتلى لفظاً: الصلاة
– الزكوة ——– تتلى لفظاً: الزكاة
– الربوا——— تتلى لفظاً: الربا
فلو ذهبنا نلفظ الكلمات كما هي مرسومة لاختلف اللفظ والمعنى، وهذا يدل على أن الحجة بالتلاوة اللفظية وهي البرهان وهي محل الدراسة والتعبد والحفظ الإلهي ، ولايمكن أن نستغني عن التلاوة اللفظية للنص القرءاني بينما نستطيع أن نستغني عن الخط الذي نسخ به.
والمتفق عليه عند جميع الملل أن النص القرءاني:
1- لم ينزل في قرطاس يرى بالعين أو يلمس باليد، وهذا ثابت بنص القرءان في قوله : {وَلَوْ نَزَّلْنَا عَلَيْكَ كِتَاباً فِي قِرْطَاسٍ فَلَمَسُوهُ بِأَيْدِيهِمْ لَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُواْ إِنْ هَـذَا إِلاَّ سِحْرٌ مُّبِينٌ }الأنعام7
2- نزل ذكر صوتي وأمر الرسول بتلاوته على الناس{رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنتَ العَزِيزُ الحَكِيمُ }البقرة129، لاحظ فعل (يتلو) الذي يدل على تلاوة لفظية على سمع الناس ، وليس يريهم آياتك في قرطاس!
3- التبليغ يكون بتلاوة النص القرءاني {وَأَنْ أَتْلُوَ الْقُرْآنَ فَمَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَن ضَلَّ فَقُلْ إِنَّمَا أَنَا مِنَ الْمُنذِرِينَ }النمل92 {وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ قَالَ الَّذِينَ لاَ يَرْجُونَ لِقَاءنَا ائْتِ بِقُرْآنٍ غَيْرِ هَـذَا أَوْ بَدِّلْهُ قُلْ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أُبَدِّلَهُ مِن تِلْقَاء نَفْسِي إِنْ أَتَّبِعُ إِلاَّ مَا يُوحَى إِلَيَّ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ }يونس15
4- النص القرءاني هو نطق يوحى وليس خطاً يرسم {وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى }{إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى }النجم 3-4
5- النبي محمد كان قارئ وكاتب وتالي للذكر من ذاكرته، ولكن لايعرف مهارة الخط أو تلاوة المخطوط {وَمَا كُنتَ تَتْلُو مِن قَبْلِهِ مِن كِتَابٍ وَلَا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إِذاً لَّارْتَابَ الْمُبْطِلُونَ }العنكبوت48
6- لم يذكر القرءان في نصه أنه نزل صورة خطية على قلب الرسول، وما يعرضه بعضهم من نصوص لاتدل على ذلك.
7- التدبر للقرءان يتعلق بمضمون الآيات ومحل تعلقها من الواقع وليس بخطها، {أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلاَفاً كَثِيراً }النساء82
هذه الأمور محل اتفاق وثابتة عند الجميع ، ومن يدعي أن القرءان نزل صورة خطية على قلب النبي بالرسم المعروف العثماني هو تصور وادعاء دون برهان وليس محل اتفاق ، ودليله هو اختلاف رسم الكلمات ذاتها من مكان إلى آخر، وهذا لايصلح برهاناً لوجود كثير من الاحتمالات مع غياب نسخة النبوة الأصلية التي ينبغي أن تكون موجودة لو كان نزل النص القرءاني صورة خطية لتعهد الله بحفظها واهتم المجتمع الأول بها وكانت هي النسخة المعتمدة بالنسخ أيام أبو بكر أو عثمان واستمر وجودها بالحفظ والصون في الأمة ، ولكن هذا لم يحصل رغم أن الفترة الزمنية قريبة العهد للنبي.
ولايصح عرض سؤال لماذا اختلف خط بعض الكلمات ذاتها من مكان إلى آخر و عدم وجود جواب منطقي عليه برهان على أن ذلك وحي، فهذا مغالطة منطقية في الاستدلال ، ولايصح الجهل بسبب أمر جعله برهان لإثبات أمر آخر.
لذلك ينبغي الاهتمام بدراسة التلاوة اللفظية وتدبرها وفق منهج قرءاني منطقي لساني عربي واقعي مقاصدي وعدم ضياع الوقت في حساب الجمل وعد أحرف القرءان واستخراج معادلات رياضية كل يوم من نوع، وكل باحث له طريقته التي يعتمد عليها والتي في النتيجة لاتقدم ولاتؤخر لأن الحجة بالتلاوة الصوتية وليس بالخط والرسم ، ولاشك أن النص القرءاني نص محكم على كافة الأوجه. {أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلاَفاً كَثِيراً }النساء82