الموروث الديني مقابل القرءان

يوجد بعض الجهلة مازالوا يتهمون التيار القرءاني والفكر المعاصر بأنهم يريدون تدمير التراث أو نفيه ، وهذا بسبب ضيق أفقهم أو تجاهلهم حسداً من عند أنفسهم .
التراث كلمة كبيرة تشمل الأدب بكل أنواعه كشعر وقصص ونثر وموسيقا وتشمل العادات و التقاليد ، وتشمل التاريخ وتشمل الموروث الديني من فهم ودراسات متعلقة بالمصدر الديني، ونحن لايوجد عندنا مشكلة مع التراث عموماً ولاهو عدو لنا ، ومشكلتنا مع المعاصرين الذين يجعلون الموروث الديني خاصة مصدراً دينياً إلهياً مُلزماً لنا ويحكم أفهامنا ويشركون به مع القرءان، فنحن نطالب بوضع النقاط على الحروف وتحجيم التراث الديني لمحله الحقيقي كنتاج بشري ولو كان موروث من أحاديث النبي نفسه، ولايصح القول : إن العلم الآن يستفيد من القمامة و النفايات ويكررها لشيء مفيد، وبالتالي من باب أولى الاستفادة من التراث الديني مهما كان فيه من ضلال وأخطاء وتوظيفها وتكريرها لما هو مفيد ، فهذا الكلام صواب لمن لايوجد عنده كتاب مبين ونور وهدى متمثل بالقرءان فيضطر أن يكرر التراث ويستفيد منه، ولايصح التعامل مع التراث الديني كالعلوم التطبيقية وعده علماً يتراكم وينبغي البناء عليه واستخدامه ، فالتراث الديني ليس كذلك هو أفهام فقط ويغلب عليه الظن والكذب والخطأ وهي أفهام خاصة لكل مجتمع وغير ملزمة للمجتمعات اللاحقة ،مع إمكانية الاستغناء عنه دينياً والاكتفاء بالقرءان كمصدر ديني تشريعي ، وهؤلاء الذين يقولون هذا الكلام هم أنفسهم يقولون أن التعامل مع التراث محكوم بالقرءان ونوره ،والعلم ومايقره، وقولهم هذا في النتيجة هو قولنا ، بمعنى أن التراث الديني ليس أصلاً أو مصدراً دينياً بحد ذاته ولابرهان وإنما هو تابع وظل ومحاكاة للقرءان القائم بذاته ، مما يدل على أن كلامهم واتهامهم هو سفسطة وعبث لفظي لاقيمة له، وتدليس وخداع لتمرير عقائد معينة أو أحكام، وبالتالي الموروث الديني هو مصدر تاريخي اجتماعي يدرس للعبرة والعظة ويمكن للباحث أن يستفيد من بعضه ، ولايقدم للناس كمصدر ديني قط ولاينشر بينهم .
لذلك ينبغي التنبيه على ضلال هؤلاء، وخاصة عندما يخلطون مفهوم السنة بمفهوم الحديث ويطالبون بالتمسك بالسنة ويعرضون الحديث تحت مسمى السنة .