الحرية مفهوم اجتماعي وليس فردياً
نحن الآن بأزمة حقيقية وهي امتداد فراغ ثقافة دستورية بدأ بعد وفاة النبي مباشرة وتم ارتجال الحل واستمر ذلك وتفاقم هذا الارتجال إلى أن تحول إلى استبداد واستعباد بمختلف الصور من حكم ملكي إلى سلطاني إلى رئاسي…. تعددت الحالات والاستبداد واحد، وللخروج من هذا المأزق العويص لابد أن يكون على أرض الواقع وليس على الورق، وقصدت أول عمل ينبغي هو توقيف النزيف الاستبدادي، وذلك ليتسن للأمة ومثقفيها التحرك بحرية وطرح مشاريع نهضوية منضبطة بثقافة الأمة، والاستفادة من التجارب الإنسانية قاطبة، ويُنتخب الأحسن منها والأنفع للمجتمع، ويُطبق تحت التجربة والمراقبة والتعديل المستمر له للوصول إلى الارتقاء والأحسن ..، وحالياً لابد من الاستمرار بإكثار جرعة ثقافة الحرية والكرامة حتى يصير بالنفوس إشباع منها وتتغلغل في دماء الناس وتصير حاجة نفسية ، مثل حاجة الجسم للهواء ، والحرية تفرز ثقافتها المنضبطة بمحور الحقوق والواجبات، لأن الحرية مفهوم اجتماعي وليس فردياً، فالجهل والغوغائية والأكثرية البلطجية ليست حرية ولا رأي لها، لأن الرأي يصدر من حر ، والحر مسؤول ، والمسؤولية متعلقة بالوعي والإدراك، فالأحمق أو المعتوه غير مسؤول لأنه فاقد للحرية أصلاً لعدم وجود العقل عنده، لذا؛ الحمقى والمعتوهين لا رأي لهم ولا قيمة للأكثرية منهم ولو كانوا خارج مشفى الأمراض النفسية يعيشون في المجتمع ، فهم مرضى فكريين ونفسيين وسفهاء ، والحق والعدل والحرية والكرامة هم الأكثرية ولو كان الذي يمثلها واحد فقط !! والعلاج هو الإكثار من سقاية الناس شراب الحرية والكرامة ، وهذا كفيل لصياغة إنسان وطني وسلمي وإيجابي يتحرك بشكل اجتماعي
اضف تعليقا