كيف برهن القرءان على وجود الله و وحدانيته

نزل الخطاب القرءاني موجه لكائن عاقل له سمع وبصر يتفاعل مع الواقع ، وهذا الكائن العاقل يدرك من خلال الواقع والمنطق أن لابد لكل سبب من مسبب ، ولابد لكل حادث من مُحدث ضرورة، ويحيل العقل وجود شيء دون فاعل له،  وعرض القرءان الاحتمالات المتاحة حصراً من خلال السبر والتقسيم، لنقرأ:

{أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ } الطور35

الاحتمال الأول: وُجد الإنسان دون سبب يوجده. بمعنى خُلق الإنسان دون خالق ( فعل دون فاعل).

الاحتمال الثاني: هو أوجد نفسه، ، بمعنى أن الإنسان هو خالق نفسه، ويصير خالق ومخلوق بوقت واحد

الاحتمال الثالث:{أَمْ خَلَقُوا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بَل لَّا يُوقِنُونَ }الطور36، بمعنى هل الإنسان هو الذي خلق السموات و الأرض رغم أنها موجودة قبله زمنياً ، وهل يملك علمًا وقدرة على فعل ذلك؟

{وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ }العنكبوت61

ونفي هذه الاحتمالات لبطلانها منطقياً وواقعاً يكون ثبت منطقياً أن الفعل لابد له من فاعل ضرورة، ولابد لكل حادث من مُحدث، وهذا أقوى برهاناً وأوضحه فطرياً لكل الناس ويعتمدون عليه في منطقهم وعلومهم ومعيشتهم.

برهان وحدانية الله

1- وجود حالة السلم والاستقرار والصلاحية في الوجود للحياة وسير الكون، ووحدة النظام في الوجود وانسجامه مع بعضه وتكامله، يبرهن أن الخالق واحد ضرورة

{مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِن وَلَدٍ وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَهٍ إِذاً لَّذَهَبَ كُلُّ إِلَهٍ بِمَا خَلَقَ وَلَعَلَا بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ }المؤمنون91

{لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا فَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ }الأنبياء22

2- نفي وجود أي كائن ادعى أنه خلق السموات والأرض ويرزق الناس ويدبر الأمر لهم سوى الله، وهذا يدل على نفي التعدد والشرك مع الله حقيقة ، ووجود الشرك والتعدد إنما هو في ذهن الناس وليس في الحقيقة

{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ يَرْزُقُكُم مِّنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ }فاطر3

{أَمَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَأَنزَلَ لَكُم مِّنَ السَّمَاءِ مَاء فَأَنبَتْنَا بِهِ حَدَائِقَ ذَاتَ بَهْجَةٍ مَّا كَانَ لَكُمْ أَن تُنبِتُوا شَجَرَهَا أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ يَعْدِلُونَ }النمل60