تدبر نص “وَلَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ”
1- نزل القرآن على قلب النبي
من المهم أن نبدأ بتأكيد أن القرآن نزل ذكر صوتي على قلب النبي محمد بشكل مباشر (في مركز الذاكرة والسمع)، وليس من خلال نصوص مادية مثل القرطاس أو كصور للخط معنوية في قلبه.
هذا المفهوم مستند إلى عدة نصوص قرآنية:
{قُلْ مَن كَانَ عَدُوّاً لِّجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللّهِ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ }البقرة97
{نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ }{عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنذِرِينَ }{بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُّبِينٍ }الشعراء193-195
- تلاوة النبي بصوته على الناس
{قُلْ تَعَالَوْاْ أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلاَّ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئاً …ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ }الأنعام151
- نفي نزوله بقرطاس
{وَلَوْ نَزَّلْنَا عَلَيْكَ كِتَاباً فِي قِرْطَاسٍ فَلَمَسُوهُ بِأَيْدِيهِمْ لَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُواْ إِنْ هَـذَا إِلاَّ سِحْرٌ مُّبِينٌ }الأنعام7
– نفي عن النبي معرفة الخط أو تلاوته
{وَمَا كُنتَ تَتْلُو مِن قَبْلِهِ مِن كِتَابٍ وَلَا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إِذاً لَّارْتَابَ الْمُبْطِلُونَ }العنكبوت48
- اليقين الثابت
إن إدراك أن القرآن كان ينزل ذكر صوتي مباشرة على قلب النبي يُعتبر يقينًا، ولا يمكن رفعه بالظن أو التصورات. أي فهم آخر يستند إلى تلاوة مادية أو ملاحظات خارجية لا يعكس حقيقة نزول الوحي. فمثلاً، تصور أن النبي كان يتلو من قرطاس أو يتلو نصوصًا كانت موجودة في قلبه كخط ، لا يقوم على أي دليل واضح. وإنما هو مزاج ورغبات.
- تحليل النص “وَلَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ”
3.1 السياق القرآني
تأتي الآية “وَلَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ” (القيامة: 16) في سياق يتناول كيفية نزول الوحي وأهميته. ويحيط بالنص آيات تشير إلى أن الله هو من يتولى تنظيم الوحي ونزوله:، مع ملاحظة استخدام فعل قرأ وقرءان ولا يوجد كلمة تلاوة أبداً.
- “وَلَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ” (القيامة: 16)
- “إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ” (القيامة: 17)
- “فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ” (القيامة: 18)
- “ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ” (القيامة: 19)
3.2 تفسير النص “وَلَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ”
- يُظهر الإلحاح والرغبة في سرعة نزول الآيات لأغراض معينة. هنا يتضح أن النبي كان يستعجل الوحي في سياق مواقف محددة تتطلب حكمًا أو توجيهًا.
- عدم علاقة التحريك بالتلاوة من قرطاس
المقصود من النص هو التأكيد على عدم الحاجة للاستعجال في نزول الآيات، وليس لتحريك اللسان بسبق الوحي وكان ينظر في نص مخطوط، هذا التصور بأن النبي كان يسبق الوحي من خلال تلاوة مادية هو فهم غير مدعوم بأدلة، ويتناقض مع اليقين الثابت بأن الوحي ينزل مباشرة على قلبه.
- خلاصة
تُظهر دراسة الآية “وَلَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ” أهمية التأني في التعامل مع الوحي، مُشيرة إلى أن الوحي نزل مباشرة على قلب النبي دون الحاجة إلى تلاوة من أي مصدر خارجي. وإن إلحاح النبي على نزول الآيات في مواقف معينة واستعجال ذلك، يُعكس طبيعة التواصل بينه وبين الله، والذي يُؤكد على أهمية الثقة في توقيت الوحي الإلهي الذي ينزل بعلمه وحكمته ومشيئته وليس بناء على طلب النبي واستعجاله.
اضف تعليقا