فرقة المرشدية

    المرشدية هي حركة دينية نشأت في سوريا في النصف الأول من القرن العشرين، أسسها سلمان المرشد، وتطورت لاحقًا على يد ابنه مجيب المرشد. تُعد المرشدية ظاهرة دينية واجتماعية ذات طابع تنظيمي، تُركز على القيادة الروحية للمرشد، مع مزج القيم الأخلاقية بالتوجه الجماعي، مما يجعلها حركة دينية متميزة في بعض الجوانب، ولكنها تفتقر إلى رؤية فلسفية ومعرفية مستقلة تُميزها عن القيم الأخلاقية العامة التي نجدها في القرآن الكريم.

     النشأة والتاريخ

  • تأسست المرشدية في جبال الساحل السوري على يد سلمان المرشد الذي جمع حوله أتباعًا من العشائر المحلية.
  • أطلق ابنه، مجيب المرشد، دعوته عام 1951، ليُعرف الحركة باسم المرشدية، ويضع أسسها التنظيمية والروحية.
  • تطورت الحركة في سياق اجتماعي وسياسي متوتر، حيث ارتبطت بمقاومة الظلم الاجتماعي والهيمنة الاستعمارية، ما أكسبها شعبية محلية في البداية.

      المفاهيم الأساسية في المرشدية

  1. القيادة الروحية:
  • المرشدية تُركز على شخصية المرشد الذي يُعتبر وسيطًا روحيًا، ومصدرًا للتعاليم الدينية.
  • يُمنح المرشد مكانة مقدسة، ويُعتبر صاحب رؤية خاصة للحياة، نابعة من تجربته الشخصية.
  • هذا البُعد يجعل العلاقة مع المرشد جزءًا أساسيًا من الإيمان والعمل في الحركة.
  1. الوصايا العشر:
  • تُعد الوصايا العشر التي وضعها مجيب المرشد من الركائز الأساسية للحركة.
  • معظم هذه الوصايا تتمحور حول القيم الأخلاقية  والوصايا عشر المذكورة في القرءان مثل:
    • الإيمان بوحدانية الله.
    • الإحسان للوالدين.
    • الابتعاد عن القتل والزنا والسرقة.
    • الصدق في الشهادة.
  • الاختلاف الجوهري يكمن في الوصية العاشرة، التي تُلزم الأتباع بطاعة المرشد وتعاليمه، وهي نقطة تُميز الحركة عن العرض القرآني الذي يرفض وساطة بشرية حتى للنبي محمد.
  1. الأخلاق والقيم:
  • الحركة تُركز على تطبيق القيم الأخلاقية عمليًا في الحياة اليومية.
  • تجعل الالتزام بالوصايا وتعاليم المرشد جزءًا من منظومة الإيمان والعمل.

    والقرءان ربط الإيمان بالعمل الصالح ولا قيمة لشعور قلبي دون تصديق عملي في المجتمع يترتب عليه نفع الناس

النظرية المعرفية والفلسفية

  1. غياب رؤية معرفية مستقلة:
  • المرشدية تعتمد على النصوص القرآنية في تقديم القيم الأساسية مثل العدل، الإحسان، ومحاربة الظلم.
  • لا تقدم الحركة تفسيرًا فلسفيًا أو معرفيًا مختلفًا عن القرآن، بل تعتمد على التوجيه الروحي للمرشد كمصدر إضافي للمعرفة.
  1. مركزية الإلهام والتجربة الروحية:
  • المعرفة تُعتبر مزيجًا من النصوص المقدسة (القرآن) وتجربة المرشد الروحية.
  • يُضاف إلى ذلك التأويل الشخصي الذي يُقدمه المرشد، مما يجعل المعرفة في الحركة مشروطة بوساطته.، يعني حالة عرفانية.
  1. العمل الصالح كطريق للمعرفة:
  • الحركة تربط بين الأخلاق والعمل اليومي والإيمان، لكنها لا تقدم مفهومًا معرفيًا جديدًا يتجاوز القيم القرآنية.

 أوجه التشابه مع الحركات الأخرى

  • المرشدية تُشبه حركات أخرى مثل:
    • الشيعة: في التركيز على القيادة الروحية (الإمام/المرشد).
    • الأحمدية: في التبعية لشخصية روحية( النبي ميرزا غلام احمد) وتقديس تعاليمها.
    • البهائية: في التنظيم الداخلي والالتزام بتعاليم القائد الروحي (بهاء الله).

     النقد والتحليل

  1. غياب التجديد الفكري:
  • رغم تقديمها لبعض الأفكار الخاصة مثل طاعة المرشد، فإن الحركة لا تضيف شيئًا جديدًا لمفاهيم العدالة، الإيمان، والعمل الصالح الواردة في القرآن.
  • القيم الأخلاقية والوصايا العشر مستمدة إلى حد كبير من النصوص القرآنية، مع إضافة التزام بطاعة المرشد.
  1. الطابع التنظيمي:
  • الحركة تبدو أقرب إلى تنظيم جماعي ديني محلي، يركز على الولاء للمرشد، بدلًا من تقديم رؤية معرفية أو فلسفية شاملة.
  1. الاعتماد على القيادة الشخصية:
  • مركزية المرشد تجعل الحركة عرضة للتحول إلى طائفة شخصية، حيث يصبح الإيمان مرتبطًا بشخصية القائد أكثر من المبادئ نفسها.

     الخلاصة

المرشدية حركة دينية تتمحور حول القيادة الروحية للمرشد، مع التزام بقيم أخلاقية مستمدة من النص القرآني. ورغم محاولتها تقديم نظام أخلاقي وتنظيمي خاص، إلا أنها تفتقر إلى رؤية معرفية وفلسفية مستقلة تميزها عن القيم القرآنية. تبقى المرشدية نموذجًا لحركات التكتل الديني ذات الطابع المحلي، التي تُركز على الولاء الجماعي أكثر من التجديد الفكري أو التوسع في المفاهيم الروحية.