تصويب لابد منه في كلمة الأعراب والعرب

يقول أحدهم: إن بعض المتدبرين للقرءان و اللسان العربي قالوا:( إن كلمة أعراب هي ضد كلمة عرب لوجود الهمزة في أول الكلمة واسمها همزة الإزالة) واسترسل في الرد والبيان قائلاً: إن كلمة أعراب ضد المدينة وليس ضد كلمة عرب، وهي تعني البدو الذين يسكنون على أطراف المدينة ويتكلمون بلهجة مختلفة عن لهجة المدينة ، وتفرق كلمة أعراب عن كلمة العرب بأنهم قوم اختلطت لهجتهم وأصابها ثقل وصعوبة في النطق والفهم بالنسبة لسكان المدينة .
– ونقول رداً عليه :
بداية كلمة (بدو) غير كلمة (أعراب) كمبنى ومعنى ولكل استخدام ودلالة وكلاهما استخدمهما القرءان.
– كلمة (بدو) وتعني نمط الحياة البدائي بالحد الأدنى
{وَقَدْ أَحْسَنَ بَي إِذْ أَخْرَجَنِي مِنَ السِّجْنِ وَجَاء بِكُم مِّنَ الْبَدْوِ مِن بَعْدِ أَن نَّزغَ الشَّيْطَانُ بَيْنِي وَبَيْنَ إِخْوَتِي إِنَّ رَبِّي لَطِيفٌ لِّمَا يَشَاءُ إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ }يوسف100
– كلمة (أعراب) عندما دخلت الهمزة عليها زاد تركيب المبنى فيها عن كلمة (عرب)وهذا يقتضي تغير في المعنى سواء بالاتجاه المعاكس أو الإضافة أو توجيه المعنى لمنحى آخر ، وهذا يعني أنه ليس بالضرورة أن يكون دلالة الهمزة عندما تدخل على الكلمة هو الإزالة، والاسم هو مصطلح من باب تسمية الشيء بأهم ما فيه أو يظهر به.
وكلمة (أعراب) ليس جمعاً لكلمة (عرب) حتى يكون المثل الذي ضربه الناقد وهو كلمة (عرض) وجمعها (أعراض) صواب، فكلمة (أعراب ) جمع لكلمة ( أعرابي)، وكلمة (عرب) هي جمع لكلمة ( عربي) .
لنقرأ النص القرءاني ونلاحظ المعنى المستخدم لكلمة (أعراب)
{الأَعْرَابُ أَشَدُّ كُفْراً وَنِفَاقاً وَأَجْدَرُ أَلاَّ يَعْلَمُواْ حُدُودَ مَا أَنزَلَ اللّهُ عَلَى رَسُولِهِ وَاللّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ }التوبة97، أتت كلمة (الأعراب) معرفة وأتى الوصف لهم عام دون استثناء، وهذا يدل على أن كلمة ( أعراب) ذم و نقص وليس مدحاً مثل دلالة كلمة ( عرب)، ودخول الهمزة غير بمعنى كلمة ( عرب) وجعلها تأخذ منحى آخر معوج عن الأصل من حيث فقدان الاصالة والطهارة والفطرة والقيام بالذات وفق السنن الربانية ، ولذلك لاعلاقة لها بموضوع البدو او المدينة قط، ويمكن أن يكون بعض من سكان المدينة او البدو من الأعراب بهذا المعنى غلظة في التفكير والسلوك والأخلاق ولو حمل الشهادات العليا في بعض العلوم .

للتوسع يرجى مراجعة كتابي علمية اللسان العربي وعالميته