مفهوم نهر و أنهار ونهار

كلام المهندس عدنان الرفاعي في الفيديو أدناه صواب وذكر قاعدة رائعة، ولكن دلالة كلمة (نَهر ) لاتعني حفر!!، وإنما هذا نتيجة حصول فعل النهر في حركة الماء فظهر الحفر لمجراه فظن أهل المعاجم أن دلالة نهر هي حفر ، وهو تفسير الشيء بما لزم منه ونتج عن حركته ، وليس دلالة كلمة نهر، والحفر فعل لازم لجريان النهر اثناء حركة الماء فقط ولاعلاقة له بمجيء كلمة نهر في سياقات أخرى.
– حتى صاحب مقاييس اللغة (ابن فارس: قال : نهر (مقاييس اللغة)
النون والهاء والراء أصلٌ صحيحٌ يدلُّ على تفتُّح شيءٍ أو فتحِه.
وقد أخطا في ذلك أيضًا وتأثر بمآل دلالة كلمة نهر في الواقع كفعل لازم لحصول فعل النهر وفعل حصول النهار، ولاينطبق على فعل نهر التي تعني زجر !!
-الكلمة لها مفهوم واحد لسانياً ويظهر معانيها المختلفة حسب السياق ومحل تعلقها من الخطاب محكومة بمفهوم كلمة نهر.
نهر: النون والهاء والراء
النون (ن) : صوت يدل على ستر واختباء، انظر إلى دلالة كلمة ( جن) التي تعني جهد وقوة مستورة ومخفية مثل الجنين في بطن أمه، والمجنون الذي اختبأ أو ستر عقله ، والجنة الأرض المليئة بالأشجار ات ويجري فيها الأنهار والتي تخفي من دخلها وتخفي مافيها من أشياء جميلة ورائعة أو تخفي رؤية السماء لمن كان في داخلها.
الهاء (هـ) : صوت يدل على أرجحة خفيفة بعمق ، انظر للهواء وكيف حركته مؤرجحة بخفة جوفية، وانظر {مُهْطِعِينَ مُقْنِعِي رُءُوسِهِمْ لاَ يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاء }إبراهيم43، بمعنى تتأرجح غير مستقرة على شيء. وماقيل إنها فارغة أو خالية هو تفسير بالمآل وليس هو دلالة كلمة الهواء.
الراء (ر): صوت يدل على تكرار الحركة بشكل مستمر. مثل شر و كر و فر …..
ودلالة مجموع أصوات كلمة( نهر) هي حركة مستورة مؤرجحة بخفة جوفية منتهية بتكرار ماسبق بشكل مستمر، وظهرت ثقافياً حسب الاستخدام بالأنهار والنهار والنهر، وذلك لأن المفهوم اللساني تمثل بحركة هذه الأمور الثلاثة
– الأنهار :حركة الماء المستورة المؤرجحة بخفة في جوف المجرى والمكررة في سيرها وفعلها فنتح عنه حفر المجرى.
والنهار: حركة الضوء المستورة بالليل المؤرجحة بخفة في جوف الليل المكررة في سيرها لتعم وتنتشر
– نَهَر: حركة مستورة مؤرجحة بخفة جوفية مكررة لما سبق تترك في محلها أثراً مؤلماً كمجرى النهر ، وهذا واضح في تأثر الشخص الذي يزجر وهو فعل قوي يؤثر في نفسه، ولذلك قال أهل المعاجم: نهر تعني زجر وهي كمثل الحفر لمجرى النهر في النفس وهذا تفسير الشيء بمآله.
اقرأ:
{وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيماً }الإسراء23
{وَأَمَّا السَّائِلَ فَلَا تَنْهَرْ }الضحى10
https://www.facebook.com/adnanrefaei/videos/3394863687269844