القرءان كتاب دين وعلم وفلسفة وتفكير ونهضة
عندما يريد أحدنا أن يأخذ فكرة عن كتاب يقرأ عنوان الكتاب، ومن ثم يفتح على فهرس المواضيع ويقرأ العناوين ومن خلالها يأخذ فكرة جيدة عن مضمون الكتاب والشيء الذي يعرضه أو يعالجه، وللزيادة في العلم و المعرفة يمكن أن يفتح على مقدمته ويقرأها أو يختار موضوع معين ويقرأه، وينظر كيف عالج الكاتب هذا الموضوع ومن خلال ذلك يحدد عموما مستوى الكتاب وأهميته وتوجهه.
وإذا فتحنا فهرس سور القرءان نجد أسماء السور مثل الإنسان والناس والجمعة والنجم والقمروالطور والحديد والقلم والتكوير والشمس والضحى والفجر والبلد والليل والأنعام والبقرة والعنكبوت والنمل والرعد والنحل والكهف والمؤمنون والأنبياء والنور والفرقان والقصص والمنافقون والطلاق والقيامة…الخ
فهل هذا القرءان هو مجرد كتاب ديني فقط؟
هل القرءان كتاب إرهاب ؟
هل القرءان كتاب للمطالعة قبل النوم؟
هل القرءان كتاب موجه لجهلة الناس ؟
ألا يوجد في القرءان تأسيس خطاب للأخلاق والفلسفة والتفكير والدراسة والتاريخ والعلم على مختلف أنواعه؟
أليس القرءان خطاب تفكير واقعي ويأمر بالسير في الأرض للدراسة و التدبر بكيف بدأ الخلق واكتشاف السنن التي تحكم هذه السيروة والصيرورة والتسخير لذلك لمصلحة الناس وعمارة و الارض بالخير؟
ومع كل ذلك نسمع من بعضهم إن القرءان كتاب إرهاب وتعصب وكراهية ، وكتاب ديني فقط وليس كتاب علم وفلسفة ومنطق وتفكير وحرية …، فإلى هؤلاء ومن ورائهم فليفتحوا الكتاب ويطلعوا على فهرس مواضيعه ويقرؤوا بعض سوره ليعلموا نوعية الكتاب هذا قبل أن يعلقوا بجهل أو سوء نية، وليعلموا أن كل كتاب له منهج خاص لدراسته يكمن في داخله ، وهذا يقتضي منهم أن يتعلموا كيف يقرؤون الكتاب قبل أن يقتطعوا جزءاً من الكلام عن سياقه ويفهموه بمعزل عن المنظومة التي ينتمي إليها.
اضف تعليقا