تنويه لابد منه لمن يسيء فهم منهج الحنفاء المسلمين

يوجد بعض الباحثين والقراء يعد الحنفاء المسلمين يعبدون النص القرءاني بل ويقارنهم بالسلفية من حيث التمسك بالنص والإيمان بحفظه كمبنى دون تحريف ، وتفعيل كل مانزل فيه وفق منهجية معينة . ويعرض رؤيته التي مفادها أن النص القرءاني نزل بما يناسب زمانه ثقافة وتفكيراً ولساناً ونحترمه ككتاب مقدس إلهي يدعوإلى الأخلاق والفضائل والعمل الصالح، ولكن ليس كل مافيه للإيمان بمضمونه والتطبيق في كل زمان ومكان بل لابد من تجاوز النص والتعامل مع مع الواقع حسب المستجدات والمصلحة ، وأنكر علينا نفي الترادف والمجاز في القرءان وعد ذلك من البلاغة والسعة في الدلالات . والملاحظ في قوله هذا هو عدم ادراكه لمنهج الحنفاء المسلمين القرءاني، فنحن لانعبد النص رغم إيماننا بمصدريته الربانية ولانجمد على أهداب الكلمات ولانبني حكما أو مفهوما من كلمة أو جملة مقتطعة من سياقها ولانفهم الحكم بمعزل عن الواقع وتعلق الخطاب ، وعندما ننفي المجاز والترادف عن النص القرءاني إنما لإيماننا بان القرءان خطاب إلهي محكم يقوم على الحق والعلم والصدق وليس على الاعتباط والعبثية . ونتعامل مع التشريع المحتوى بالقرءان وفق منهج عربي حنيف يقوم على المقاصد والمنافع والعواقب ونثق بكتاب ربنا ونتدبر نصوص الأحكام التي هي محكمة كلها في مضمونها، ويوحد منها أحكام ظرفية مثل أحكام الطوارئ نحو القتال فهو ليس حكما دائماً وإنما حكما ظرفياً يتعلق برد عدوان وإجرام طرف آخر، أما التعدد في النكاح فهو حكم ضيق وليس واجب تحقيقه وإنما هو علاج اجتماعي يخضع لثقافة المجتمع وقانونه. وهكذا فهمنا لنصوص الأحكام التي هي محل نقاش لاننقض النص القرءاني ونسحب منه الفاعلية والصلاحية وندَّعي اننا نؤمن به ولكن للتلاوة فقط!! ويوجد ايضا بعض القراء حديثو عهد بالقراءة والعلم الحر والفكر مازالوا يظنون ان منهجنا هو لساني فقط ونتعامل مع القرءان وفق مفاهيم المفردات ومعانيها ، ورغم أن منهجنا صار واضحا وكتبنا منشورة والمقالات بالمئات ولكنهم قوم لايقرؤون !!!! دعوة لكلا الطرفين لإعادة القراءة بحرية وموضوعية من الكتب ذاتها ونقاش المعنيين بالفكر إن لزم لمعرفة حقيقة المنهج المتبع وتفاصيله اقرؤوا وربكم الأكرم ، وكونوا ربانيين