النّـفــــس غير الروح أو الجسم وليست تفاعلات كميائية

النّفس، هي الكائن المنفوخ من الروح في الكائن البشري، التي جعلته كائناً واعياً، مستقلاً ـ في وُجُوده ـ عن جنسه، مدركاً لوُجُوده الواعي، ومدركاً لوُجُود غيره.
فالإنسان، منذ أن تَفعل عنده السّمع، والبصر، والفؤاد، أدرك وُجُود نفسه؛ ككائنة روحية، منفوخة في دماغه، وذلك من خلال الإدراك الحضوري(1) لها، الذي يعني أنَّ الإنسان، يدرك وُجُود نفسه، ككائنة واعية، مستقلة عن الجسم من حيث الخلق، وملتحمة معه من حيث الحياة والفاعلية قبل أن يقع حسه على آثارها.
وكذلك يدرك الإنسان، وُجُود نفسه من خلال إدراك آثارها؛ بواسطة الإدراك الحصولي، نحو قول ديكارت: أنا أفكر، إذن أنا موجود.
فقد حكم على وُجُود النّفس، من خلال أحد وظائفها، وهي عملية التّفكير، وأثبت القرآن هذه الحقيقة، من حيث أنَّ النّفس كائن غير الجسم قال تعالى: {اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنفُسَ حِينَ مَوْتِهَا } (الزّمر 42)، فالتوفي للنفس والهلاك للجسم ، والإنسان كشخصية هو بنفسه وليس بجسمه.
وقال: { وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ وَالْمَلآئِكَةُ بَاسِطُواْ أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُواْ أَنفُسَكُمُ الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنتُمْ تَقُولُونَ عَلَى اللّهِ غَيْرَ الْحَقِّ وَكُنتُمْ عَنْ آيَاتِهِ تَسْتَكْبِرُونَ } (الأنعام 93).
فالنّفس، هي التي تملك الوعي والإدراك، وهي التي تُحدد شخصية الإنسان، أما الجسم، فهو كائن رحمادي حيوي نهايته إلى التّحلل والرّجوع إلى عناصره الأولى، التي رُكِّبَ منها، بخلاف النّفس؛ فإنها تبقى موجودة بصُورة سرمدية لا تفنى، هكذا أرادها الخالق؛ لأنَّ فناءها، هو نقض لوجودها ابتداء على صفة الوعي والإدراك، فهي خُلقت لتدوم، بخلاف الأشياء الأخرى.
لذا؛ لا يصح نقاش مسألة قدرة الخالق على إفناء النّفس، أو إمكانية إفنائها لاحقاً ؟ وذلك، لأنَّ السّؤال سفسطائي ـ في ذاته ـ ومجرد تصُور الجواب عن السّؤال هو ضرب من الوهم، وذلك لأننا إذا قلنا: نعم، قادر الخالق على إفناء النّفس، أو يمكن أن يُفنيها لاحقاً؛ وقعنا في تناقض مع صفة العلم والحكمة الإلهية، فالخالق العليم الحكيم ـ ابتداء ـ عندما توجهت إرادته نحو خلق النّفس، أعطاها صفة السّرمدية، وعملية إفنائها، هي رجوع عن إرادة سابقة، ونقص في العلم، ونقض للحكمة، وهذه إذا اجتمعت نقضت مقومات الإله؛ لذا، فالسّؤال من أصله غير وارد، والنّفس خُلقت لتدوم بإرادة من الخالق تبارك وتعالى، وسرمدية النّفس كصفة، هي من أحد أهم البراهين على وُجُود اليوم الآخر والحساب، وأبدية الثّواب والنّعيم لأنه الأصل، دون العقاب والجحيم لأنه عارض وظرفي(1).
دراسات علمية لإثبات وجود النفس ككائن مستقل عن الجسم
حل مشكلة ما وراء العقل والجسم والوصول إلى نماذج جديدة في علم الوعي
أحدث النظريات العلمية والتجارب
تسلسل مفهوم الدماغ والجسم والنفس:
· النظرة القديمة لما يحدث عند الموت ، وطبيعة العقل البشري كانت تناقش فلسفياً فقط.
· الطريقة التي تلتها في السابق كانت وجهة النظر الأحادية لمشكلة العقل والدماغ إن العقل البشري والوعي والنفس ليست أكثر من المنتجات الثانوية للأنشطة الكهروكيميائية داخل الدماغ على الرغم من عدم وجود أي دليل علمي أو حتى شرح البيولوجية لكيفية عمل الدماغ .
· أما الدراسة العلمية الحديثة فقد توصلت إلى وجهة نظر ثنائية لمشكلة العقل والدماغ، قالوا: أإن العقل البشري والوعي يتشكل مستقلاً عن الدماغ.
أحدث الدراسات العلمية في العقل والجسم التي توصلت إلى أن النفس كائن مستقل:
اسم الدراسة :
مشروع وعي الإنسان ، تهدف إلى كشف السر علمياً عن العلاقة الغامضة بين العقل والجسم. هذه الدراسة توصلت إلى أن النفس أو ظاهرة الوعي كائن مستقل عن الجسم المادي. وهي دراسة دولية رئيسية من قبل مجموعة من المراكز الأمريكية والأوروبية ضمت فريقاً من الخبراء المشهورين من الأطباء وعلماء الأعصاب والعلماء الدوليين الذين انضموا للبحث في طبيعة الوعي وعلاقته مع الدماغ خلال الموت السريري والسكتة القلبية أي تجارب الخروج من الجسم والاقتراب من الموت بأحدث الأبحاث العلمية لكشف العلاقة المعقدة بين العقل والدماغ والوعي ، وطريقة عمل العقل البشري.
هذا المشروع بقيادة الدكتور” سام” الذي كشف سر النفس وهو خبير وذو شهرة عالمية يقول : لعدة قرون كان العقل البشري أو النفس كيان لا يمكن تفسيره ، النفس ذلك الكيان الذي يمنح كل واحد منا شخصياتنا الفريدة من نوعها يمنحنا الأفكار والصفات والعواطف في الوقت الذي تميزنا بالإرادة الحرة فقدراتنا تتجاوز قدرات أي مخلوق آخر على كوكبنا.
الدراسة كانت دراسة ( الوعي أثناء الإنعاش ) قال الدكتور سام: الموت ليس لحظة محددة هو في الواقع عملية تبدأ عندما يتوقف القلب النابض والرئتين عن العمل والدماغ يتوقف عن العمل ، ووصف حالة السكتة القلبية وهي بيولوجيا مرادفة للموت السريري. وخلال توقف القلب وجميع المعايير الثلاثة للوفاة موجودة . في وقت لاحق ، هناك فترة من الزمن تتراوح بين بضع ثوان إلى ساعة أو أكثر ، والتي قد تنجح الجهود الطبية الطارئة في إعادة تشغيل القلب وعكس عملية الموت . ما يشعر به الناس خلال هذه الفترة من السكتة القلبية يوفر يوضح لنا ما يحدث خلال عملية الموت ويكشف لنا وجود النفس. وقد تم استخدام أحدث التقنيات لدراسة الدماغ والوعي أثناء السكتة القلبية فكانت نتيجة التجارب أن الناس كانوا قادرين على السماع والرؤية أثناء السكتة القلبية. في حين أن هذه الدراسات والتجارب تمت عندما كان نشاط الدماغ متوقف تماماً ولا يمكن قياس أي شيء فيه ، ومع ذلك أفادت التصورات التفصيلية أن الشخص كان على مستو عال من الوعي في غياب نشاط الدماغ. وقد تأكد الفريق من ذلك من خلال استخدام الصور الخفية بشكل عشوائي بحيث تكون غير مرئية أي في جهة لا يمكن للمريض أن يراها إذا فتح عينيه ونظر لسقف الغرفة. فقد وضعت في جهة جانبية.
أجريت الاختبارات الفسيولوجية في مرضى السكتة القلبية وكذلك تقنيات الرصد الدماغي أجروا هذه التجارب لمدة 18 شهرا في مستشفيات مختارة في المملكة المتحدة وأوروبا وأمريكا الشمالية على أكثر من 1500 حالة نجت من السكتة القلبية وتوصل الأطباء إلى الأداء المعرفي وحالة العقل البشري أثناء وعقب توقف القلب على حد سواء . وأعلنوا أن النفس كيان منفصل عن الجسم المادي وأنها تستمر في العمل عندما يتوقف نشاط الدماغ. وقالوا نحن لسنا عقلنا ولسنا أدمغتنا ، أفكارنا ، تصرفاتنا ، رغباتنا خططنا وأهدافنا وإرادتنا الحرة وما نحمل من أخلاقيات كل هذا هو نحن هو أنفسنا. نحن هذا الوعي الذي بدأ منذ ولدنا ولا يزال ينمو ويتطور من خلال تفاعلنا مع الكون . النفس هي كل ما نفعله بوعينا هي ظاهرة سحرية لم نكن نعرف عنها إلا القليل جدا من وجهة النظر العلمية . أما إذا درسنا الدماغ البشري فنحن لا نختلف كثيرا في أساسيته عن أي حيوان ضمن المملكة الحيوانية ونحن بيولوجيا متشابهون معها. أما النفس فهي التي تجعل الكائن الإنساني كائناً فريداً من نوعه له قدرة على التطوير اللانهائي. لا يمكن لهذه الظاهرة المدهشة أن تنشأ من العمليات المادية الجسمية ونحن نعلم بأنه لا توجد خلايا وأجهزة تبين كيف تأتي الأفكار إلينا ، ليست الكيمياء الكهربائية ولا الدماغ يولد الأفكار قمنا بوضع الدماغ المدهش تحت المجهر نعلم أسماء ووظيفة الخلايا هذه خلية الجوع مثلا ولكن التفكير ليس مصدره الدماغ أنا جائع أنا متعب أنا سعيد ليس مصدرها الدماغ. تأتي الأفكار من النفس وتتفاعل مع خلايا الدماغ. إنه شيء مدهش . نشاط الخلايا يرتبط بأفكارنا ولكن لا يخبرنا كيف تأتي الأفكار.
فريق العمل :
*المملكة المتحدة
-جامعة ساوثهامبتون : الدكتور سام Parnia 1 (رئيس الجهاز التنفسي)؛ البروفيسور ستيفن هولجيت (أمراض الجهاز التنفسي)؛ الدكتور بيتر فينويك (الطب النفسي)؛ البروفيسور روبرت Peveler 2 (الطب النفسي)؛ مللي نيكي Fallowfield (الإنعاش)؛
-جامعة كارديف : أستاذ دوغلاس تشامبرلين 2 )أمراض القلب والإنعاش)؛ هامر سميث مستشفى : لندن، السيد كين Spearpoint (الإنعاش).
– جامعة كامبريدج : السيدة سوزان جونز (الإنعاش).
– جامعة أكسفورد : السيدة سو هامبشاير (الإنعاش).
– نورثامبتون مستشفى : السيدة سيليا ارلو (الإنعاش)؛ مستشفى سانت جورج : لندن، والسيدة ليان سميث (الانعاش)؛ مستشفى سانت بيترز : السيد بول ويلز (الانعاش)؛ مستشفى ماي داي : لندن، السيد راسيل ميتكالف سميث (الانعاش )؛ مستشفى رويال بورنموث : السيدة هايلي Killingback (الانعاش)؛ مستشفى Morriston : الدكتور بيني سارتوري (العناية المركزة تمريض)؛ مستشفى ستيفنيج : السيدة لوفيت صلي (العناية المركزة)؛ مستشفى سالزبوري : السيد إيان ماكلين (الانعاش)؛ مستشفى سويندون : السيد جون تايلور (الإنعاش).
– جامعة برمنجهام : الدكتور بيتر دويل (طب الطوارئ)؛ السيدة تينا ميلوارد (الانعاش).
– مستشفى جيمس باجيت : السيدة بام كوشينغ (الانعاش)؛ شرق ساسكس المستشفيات : الدكتور هاري المسلي (التخدير والانعاش.
*الولايات المتحدة الأمريكية
– مركز وايل كورنيل الطبي : الدكتور سام Parnia 1 )الرئوي والرعاية الحرجة)
– جامعة ولاية إنديانا : الدكتور مارك FEBER )الرئوي والرعاية الحرجة)>
– جامعة شيكاغو : الدكتور إدوارد غلوك (الرئوي والرعاية الحرجة)>
-جامعة دريكسيل : الدكتور ريتشارد هاميلتون (طب الطوارئ)>
-المركز الطبي في بروكلين : الدكتور خوان أكوستا (طب الطوارئ).
– جامعة فيرجينيا : البروفيسور بروس جريسون (الطب النفسي).
– جامعة واين ستيت : ديترويت، الدكتور كريستوفر الأخضر والدكتور ريتشارد Genik (تصوير الأعصاب.
– ؛ جامعة تكساس : البروفيسور يان هولدن 2 (الإرشاد).
– كلية ألبرت أينشتاين الطبية : الدكتور غابرييل ديفوس (منهجية البحث والمناعة).
– جامعة نيويورك : الدكتور Nonkulie Dladla )منهجية البحث والطب الباطني)
– جامعة بيركلي : الدكتور هنري ستاب 2 )فيزياء الكم (
HOLLAND*
مستشفى جامعة Rijnstate : الدكتور بيم Vanlommel 2 )القلب(
*كندا
جامعة مونتريال : الدكتور ماريو بيوريجارد 2 )علم الأعصاب(
*النمسا
جامعة فيينا : أستاذ رولاند Beisteiner )علم الأعصاب)، الدكتور فريتز Sterz )طب الطوارئ)، والدكتور مايكل بيرغر (علم الأعصاب(
1 – الدكتور Parnia حالياً في مركز وايل كورنيل الطبي في نيويورك وجامعة ساوثامبتون، المملكة المتحدة
التعاون على أساس استشاري فقط.
* المحققون وضع علامة “الإنعاش” وممثلي “لجنة إنعاش” كل المستشفى الذين وافقوا على المشاركة في الدراسة
روابط الدراسة :
(1) برهان ابن سينا على وجود النّفس.
(1) راجع كتابي (حوارات ثقافية) الجزء الثاني (فناء النّار وتحقيق الرحمة الإلهية).
دراسة إنسانية في الروح والنفس والتفكير