مفهوم كلمة اللينة

{مَا قَطَعْتُم مِّن لِّينَةٍ أَوْ تَرَكْتُمُوهَا قَائِمَةً عَلَى أُصُولِهَا فَبِإِذْنِ اللَّهِ وَلِيُخْزِيَ الْفَاسِقِينَ }الحشر5
لينة: من الليونة وتدل على الطراوة والرخاوة وتستخدم في كل ما يتحقق به الليونة، فمثلا نسمي الوسادة لينة لأنها طرية ورخوة، ويسمي أهل النخل ثمار التمور (لينة) إذا كانت رخوة وطرية مثل العجوة.
فما قطعتم من لينة يقصد بها ثمار النخل التمور وليس الشجر، والمعنى ماأوقفتم أو منعتم من نضج ثمار النخل (اللينة)بأي طريقة كانت فصل أو تخريب لها أوتركتموها قائمة على أصولها على الشجر فبإذن الله ، وهذا مثل قولنا : ماقطعتم من تفاح أو تركتموه قائماً على أصوله ، فالمقصد هو ثمار التفاح وليس الشجرة ، وتسمية الشجرة باسم ثمرتها فقط دون ذكر كلمة شجرة هو من باب تسمية الشيء بمآله أو أهم مافيه وهو تسمية مجازية وتساهل من الناس كقولنا : زرعت مشمشاً أو زرعت تفاحاً … فالحقيقة هو زرعنا شجرة المشمش وشجرة التفاح وليست الثمار ذاتها، وسياق الكلام يحدد المقصد للمتكلم ولانتعامل معه على ظاهره وسطحيته ونجمد، ولذلك القاعدة هي:
كلام الناس لايدرس ولايحلل ولانتعامل معه على المبنى لوجود التساهل والتجاوز والترادف وإنما نتعامل معه على المعنى و المقصد ، بينما كلام الله يدرس ويحلل ونتعامل مع المبنى لأنه خطاب حق وصدق منزه عن المجاز والعبث والتساهل و الترادف ونصل إلى المعنى من خلال تحليل المبنى وملاحظة السياق الذي أتت به الكلمة وتعلق الخطاب بمحله من الواقع .
ولايلتفت لقول بعض الباحثين إن كلمة (لينة) محرفة من الناسخين والصواب هي ( لبنة) بالباء بدل الياء لتصير جزء من الجدار كطوبة أو قرميدة أو طابوقة ، فهذا كلام مردود عليه وهو تحريف وجرأة عجيبة على كتاب الله !
وهذا العمل هو فتح باب التحريف والطعن بالنص القرءاني، و ليقول من يشاء مايشاء حسب فهمه وتصوره وليس قول أحد برهان على أحد ولايحق لأحد أن يمنع أحد من التخيل واقتراح كلمة جديدة بدل أي كلمة قرءانية لم تعجبه أو لم يفهمها أو لم يقتنع بها أو عنده إشكال في ذهنه عنها أو ينفي نص بكامله …طالما سمحت لنفسك بذلك .