مفهوم الإنسانية لايتعارض مع القرءان

يصف فئة من القراء أو الباحثين المسلمين الذين يرفعون شعار الإنسانية (( ربما سابقاً لأنه يوجد بعضهم من أنكر الإسلام أو صرح بتركه)) الباحثين القرءانيين أو من عُرفوا بالمتنورين أو بالمسلمين الحنفاء وبصرف النظر عن الاسم والاختلاف والتفاوت بينهم بالأفكارإنهم : كهنوت جديد ويؤسسون لمذهب أو ملة مآلها أن تكون واحدة مع الملل الأخرى الكهنوتية السلفية أو المذاهب كعائق عن تقدم الأمة.
ولم أر لهؤلاء المُدَّعين أي علم قدموا أوحل أو علاج أو فكرأو مشروع نهضوي، فهم يرفعون شعار الإنسانية وكأنه من اختراعهم أو أن القرءانيين على مختلف رؤاهم غير إنسانيين أو لايعتمدون على مفهوم الإنسانية كقاعدة قام عليها الدين ! بل إن الأساس الأول الذي يدعو إليه القرءان هو الإنسانية والرحمة والتفكير والحرية والعلم والتعلم …الخ، فماذا أضاف هؤلاء برفع شعار الإنسانية سوى الشك بالدين وتحريف القرءان والطعن بالنبوة حتى القيم و الأخلاق لم تسلم منهم…الخ.
وكل ماعرضوه من كتابات على قلتها تجدها تتسابق بالضلال والانحراف فيما بينها ولاتخرج منها كلها بأي فكرة أو علم سوى الطعن بالدين عموما و تضليل الناس وجعلهم يشكون بأنفسهم ويريدون اختراع العجلة ولكن بشكل مربع، وإن اتبعهم أحد سوف يجد نفسه بعد فترة زمنية لاتطول عاري من أي فكر أو منطق كمن يقف في الصحراء وحده لايعرف يمينه من يساره ولايعرف الشرق من الغرب، ويظن أن ذلك هو الحرية أن تكون عارياً ضالاً حائراً ضائعاً لايثبت عندك شيء ولاتعلم شيء !!! ويكفي أن تقول أنا إنسان حر وترفع شعار الإنسانية ولو كنت عارياً فكرياً وجسمياً!!
يوجد منظمات وجمعيات يرفعون شعار الإنسانية ولكنهم يعملون على أرض الواقع بموجبه كإغاثات ومعونات إنسانية ، ولايدعون أنهم أصحاب فكر أو مشروع نهضوي، فما بال هؤلاء َّيرفعون شعار الإنسانية ويقدمون أنفسهم أصحاب فكر ومشروع نهضوي وينقضون الدين ويشككون بأفكار الناس لمجرد التشكيك حتى أنهم يبحثون بين نصوص القرءان ويخرجون بنصوص يعرضونها كانها تضرب بعضها ومتناقضة ويحاولون أن يثبتوا وجهاً منها مع ضرب الآخر الذي يدل النص الآخر عليه رغم انهم حقيقة كما صرحوا لايؤمنون بأن القرءان كلام الله او انه محفوظ اصلاً ، ومن كان هذا إيمانه لايتعامل مع القرءان بهذا الشكل فهو لايصلح ( القرءان) لإثبات أي مفهوم طالما تناوله التحريف والشك ، لأن ماتثبته انت ينقضه آخر وبالعكس ، ولذلك يوجد بعضهم صرح بذلك وهجر القرءان كله وسخر منه ومن النبي محمد، بينما الآخرون لم يكونوا على مستوى الجرأة هذه – ولا أقول الشجاعة- وبقي يناور ويعرض التحريفات هنا وهناك ويغمز ويلمز ويصرح أحياناً ويُخفي أحياناً ، وكثير ما نقرأ لهم أن الكلمة القرءانية كذا خطاً في أصواتها أو ترتيبها او تشكيلها ويعيدون صياغتها بما يوافق المفهوم مسبقاً في ذهنهم، بل نصوص كاملة تلغى وسور محرفة ومزادة ومبدلة !!!
مفهوم الإنسانية ليس فكراً ولاديناً ويمكن أن يكون الشخص إنسانياً دون فكر ولادين وبصرف النظر عن انتمائه السياسي أوالديني، بينما لايصح قيام دين دون إنسانية ومايتعلق بها، فلذلك من يرفع شعار الإنسانية فقط لاداعي لنقض الاديان كلها وليعمل صامتاً بمجال الإغاثة والمعونات وليكف عن الصراخ والضجيج والجعجعة ولانرى طحيناً سوى تضليل وشك وتحريف .
وأقولها صراحة لم أجد عند معظمهم علماً أو منطقاً في تفكيرهم أو قواعد في اللسان العربي أو منهجاً يعتمدون عليه في الدراسة والبحث حتى نناقشهم على موجبه ونتحاكم إليه !!!
وعلى سبيل المثال : من يقبل جملة ( والتين والزيتون ) أن تصير (اللين و الزينون) لمجرد المزاج وعدم القَبول ؟
وإن ثبت تحريف الجملة الاولى لاداعي للجملة الثانية وانتفى عنها القدسية والصفة العلمية و المنطقية ،ويكون قد انتهى الموضوع ، ومن يقبل ذلك يلزمه قبول دخول كل من في نفسه حاجة ويعيد صياغة الكلام وفق مزاجه دون نكير عليه !!!
هل علمتم خطورة هذه الفئة وظهورها تحت ظلال القرءان وهم يكفرون به ليلاً نهاراً ؟!!