طعن بعض المسلمين بصواب النص القرءاني بحجة حرية الرأي والبحث

القول بنقص النص القرءاني الثابت والمتتابع في الأمة أو تحريف بعض كلماته أو تبديلها والادعاء أن ذلك بسبب التنقيط والخطأ عمدا ً أو سهواً تغير لفظ بعض الكلمات أو أحرفها …وسواء أكان ذلك بحسن نية أو سوئها فلا قيمة للنوايا في ذلك، هو قول اعتباطي جاهلي لايصدر إلا من إنسان لم يعرف كيف انتقل النص القرءاني وتتابع في الأمة كظاهرة اجتماعية ابتداء منذ نزوله وحفظ كتلاوة لفظية صوتية قبل الخط والرسم والتنقيط له ، واستمر كذلك بشكل متتالي متنامي، وأن الخط والرسم بتنقيط أو دون تنقيط أو بظهور التشكيل أو دون تشكيل يتلى على موجب التلاوة الصوتية المتتابعة في الأمة والمحفوظة في صدورها وليس من احتمال تلاوتها على عدة أوجه بسبب التنقيط والتشكيل فهذا هراء وجهل مبين ،وعلى سبيل المثال لو كان الرسم والخط للنص القرءاني هو الأصل والحجة لتلى المسلمون الأحرف التي تبدأ بأول السور بأصواتها كما هي مرسومة (الم) وليس بأسمائها( ألف لام ميم) .
واعلموا؛ أن التنقيط أو التشكيل أو أي شيء وضع اصطلاحاً فنياً تقنياً في رسم الخط القرءاني إنما وضع على موجب التلاوة الصوتية للنص المتتابعة في الأمة. ولذلك لايناقش أحدكم فكرة نقص النص القرءاني أو تحريف بعض كلماته أو اقتراح كلمة بدل كلمة قرءانية ….بمزاجه وتصوره دون علم و بجهل ويعد ذلك رأياً أو علماً أو دراسة تعتبر ولها قيمة وينبغي الاطلاع عليها وأن يقبلها الآخرون ويناقشوها معه،هذا كلام هراء لاقيمة له ولايناقش بين المؤمنين بأن القرءان كلام الله ، هذا نقاش بين المؤمنين وغير المؤمنين لمن أراد أن يناقشهم، وللنقاش معهم طريقة ومعطيات خاصة بتلك الفكرة .
عندما لاتفهمون شيئاً من القرءان تجاوزوه لغيره ، واتركوا دراسته لغيركم أو ارجعوا إليه فيما بعد ، ولاتجعلوا من قصوركم وجهلكم حكماً ومعياراً على صواب القرءان، القرءان حكم على أفهامنا وهو برهان بذاته ونستدل به ولانستدل عليه ، وهو نور مبين لنا وعلينا اتباعه واتخاذه إماماً.
ادخلوا إلى القرءان وادرسوه وأنتم مؤمنون به وكلكم ثقة بصوابه واطلبوا الفهم والتدبر بالدراسة والعلم وفق منهج القرءان بلسانه العربي المبين والتوفيق من الله
{فَفَهَّمْنَاهَا سُلَيْمَانَ وَكُلّاً آتَيْنَا حُكْماً وَعِلْماً وَسَخَّرْنَا مَعَ دَاوُودَ الْجِبَالَ يُسَبِّحْنَ وَالطَّيْرَ وَكُنَّا فَاعِلِينَ }الأنبياء79