الموسيقى لغة إنسانية

الموسيقى لغة تخاطب الناس، تُحرِّك في نفوسهم الأفراحَ، والأحزان، وتثير الشجاعة، والإقدام، فهي لغة وُجدانية، لا تعرف الحدود الجَغرافيَّة، أو الفُرُوق الطَّبَقية، أو الاختلاف العقيدي، أو اللوني.
الموسيقى ثقافة ووعي وتفاعل مع الواقع، وانطلاقاً من الأصل القرآني العظيم (الأصل في الأشياء الإباحة إلاَّ النصّ) يكون حُكْم الموسيقى ممارسة واستماعاً هو الإباحة حسب الأصل، ولا علاقة لذلك بنوعية الأداة، كأن تكون ذات وَتَر، أو غير ذلك، والتفريق في حُكْم الموسيقى حسب الأداة هو من أقبح التفريقات ؛ لأن الحُكْم مُوجَّه إلى الموسيقى ذاتها، لا إلى أداتها، فلذا؛ من العبث ذهاب بعض الفقهاء إلى إباحة الدّفّ فقط، دون سائر الأدوات، بل وتقييد ذلك في الأعراس فقط، (راجعْ آداب الزفاف للألباني)، فحُكْم الموسيقى الإباحة ممارسة واستماعاً بكافة الوسائل، والأدوات.
أمَّا الموسيقى التي تخاطب الجانب الغريزي في الإنسان، مثل الجنس، والعنف؛ فهي تمثِّل مستوى الممارس والمستمع لها، وينبغي على المجتمع – كمؤسّسات – أن يمنع تداولها؛ حفظاً على قِيَم وأخلاق الأفراد.