الطاغوت والجبت

{لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىَ لاَ انفِصَامَ لَهَا وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ }البقرة256

{أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُواْ نَصِيباً مِّنَ الْكِتَابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ وَيَقُولُونَ لِلَّذِينَ كَفَرُواْ هَؤُلاء أَهْدَى مِنَ الَّذِينَ آمَنُواْ سَبِيلاً }النساء51

{قُلْ هَلْ أُنَبِّئُكُم بِشَرٍّ مِّن ذَلِكَ مَثُوبَةً عِندَ اللّهِ مَن لَّعَنَهُ اللّهُ وَغَضِبَ عَلَيْهِ وَجَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ أُوْلَـئِكَ شَرٌّ مَّكَاناً وَأَضَلُّ عَن سَوَاء السَّبِيلِ }المائدة60

{وَالَّذِينَ اجْتَنَبُوا الطَّاغُوتَ أَن يَعْبُدُوهَا وَأَنَابُوا إِلَى اللَّهِ لَهُمُ الْبُشْرَى فَبَشِّرْ عِبَادِ }الزمر17

{اللّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُواْ يُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّوُرِ وَالَّذِينَ كَفَرُواْ أَوْلِيَآؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُم مِّنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ أُوْلَـئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ }البقرة257

{أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُواْ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَن يَتَحَاكَمُواْ إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُواْ أَن يَكْفُرُواْ بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُضِلَّهُمْ ضَلاَلاً بَعِيداً }النساء60

– الدين: كلمة تدل على نظام التعامل على صعيد الفرد والمجتمع والكون

– كفر: كلمة تدل على جهد أو ضغط موجه نحو ستر شيء من خلال فتحه وتكرار تلك العملية ، وظهر بكفر الفلاح للبذور في الأرض ويسمى كافراً، وظهر في كل من يقوم بجهد لستر شيء بشكل مكرر. وكلمة الكَفْر وهو المكان المنخفض والمستور بأشجاره أو هضابه .

– الطاغوت : من طغى وتدل على دفع وتغييب بامتداد زمكاني وهي بمعنى تجاوز حد الشيء بقوة وامتداد زمكاني.

– الجبت: من جَبَتَ وهي غير جَوب أو جبى، وهي تدل على جهد وقوة تجتمع باستقرار وتنتهي بدفع خفيف، وظهرت ثقافياً بمعنى توجيه القوة المجتمعة ودفعها نحو جهة معينة، ولذلك قالوا الجبت هو السحر لتحقق به هذا المعنى من الساحر،  أو الوثن والصنم لتجمع القوى ودفعها نحوه،  والمعنى الحقيقي الذي ظهر لهذه الكلمة في الواقع الاجتماعي هو برجال الكهنوت الديني من أي توجه فهم الذين يعبدون الناس للطاغية ويضلونهم ويشركون بحاكمية الله ويفترون على الله الكذب ويشرعون للناس مالم ينزل به سلطاناً.
وبناء على تعريف الكلمات المفتاحية للنصوص نصل إلى أن الحرية أصل بالكفر أو الإيمان ولكن ينبغي العلم أن الكفر بالطاغوت والجبت والإيمان بالله هو المطلوب، وهو الحق والصواب، وهو التمسك بالعروة الوثقى، وهو بداية الإيمان، فلايصح الإيمان إلا بالكفر بهما.

والطاغوت يتمثل بكل من تجاوز الحق بقوة وجهد سواء على الصعيد السياسي أو الديني، فمن يسمون أنفسهم رجال دين هم طواغيت بتجاوزهم لحدهم البشري وتعبيد الناس لهم أو لبشر مثلهم بصرف النظر عن كونه نبياً أو غيره ممن يسمى إماماً أو ولياً، وهذا يعني أن كل من يعد حديث النبي أو أي حديث لكائن آخر مصدراً دينياً ويدعو الناس لعبادته(طاعته) يكون قد جعل مادة الحديث النبوي جبت وجعل من نفسه طاغوت طغى عن أمر الله وأخرج الناس من النور إلى الظلمات.

فالأمر خطير ومهم جداً ، انتبهوا أن تقعوا في شباك الطاغوت وعبادة الجبت، اكفروا بالطاغوت و الجبت، وآمنوا بالله واتبعوا النور الذي أنزله.

{أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُواْ نَصِيباً مِّنَ الْكِتَابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ وَيَقُولُونَ لِلَّذِينَ كَفَرُواْ هَؤُلاء أَهْدَى مِنَ الَّذِينَ آمَنُواْ سَبِيلاً }النساء51

{اللّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُواْ يُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّوُرِ وَالَّذِينَ كَفَرُواْ أَوْلِيَآؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُم مِّنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ أُوْلَـئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ }البقرة257