خدعة استخدام مفهوم الإنسانية لنقض الدين

ظهر في الآونة الأخيرة فئة تنادي بالإنسانية مقابل الدين وخاصة الدين الإسلامي، وتحاول أن تنقض الإسلام والقرءان بحجة الإنسانية، وتحكم على القرءان أنه كتاب بشري المنشأ؛ بل وفيه من الأخطاء اللسانية و العلمية والمنطقية ما يصعب حصره وعده ، ومع ذلك يحاولون أن يدرسوا القرءان بمنهجية مزاجية إما لنقضه وتسطيح مواضيعه أو لتحريفها وتأسيس مفاهيم ما أنزل الله بها من سلطان لاعلاقة لها بقواعد لسانية ولامنطقية وإنما تتبع المزاج والهوى.

فهؤلاء مخادعون ومضللون يستخدمون مفهوم الإنسانية لنقض الدين و القرءان ويجرون وراء التراث والمثناة لإثبات موقفهم الإنهزامي مثل القبانجي والقمني، وطالما يرفضون ربانية منشأ القرءان لماذا يهتمون به دراسة ونقضاً؟

والتيار الآخر المزاجي الاعتباطي الذين يحرفون القرءان بحجة العقلنة والإنسانية ويعرضون مفاهيم مضحكة هزلية بقالب منطقي إنساني باسم قرءاني، فلا هم فهموا الإنسانية ولافهموا القرءان، ولو كانوا يعلمون لفهموا أن الإنسانية أحد مقومات بناء القرءان وحركته وأساس لتشريعه، فالقرءان خطاب إنساني علمي ولايوجد ولايمكن أن يوجد أي تناقض بينهما وفي حال وجود التناقض بينهما يكون ناتج عن عدة إحتمالات :

1- فهم الحدث الواقعي خطأ أو ظني.

2- النص القرءاني ليس من عند الله .

3- فهم الباحث للنص القرءاني خطأ.

وكون النص القرءاني ثابت عندنا أنه من عند الله قطعاً فيعني أن الانسجام والتطابق بين الخبر ومحله من الواقع ضرورة إيمانية علمية ، وكما أن الانسجام بين الحكم التشريعي ومصلحة الناس مقصد إلهي وفي حال ظهر لنا اختلاف بينهما فينبغي أن نعيد الدراسة لكليهما ونتأكد من النتائج والفهم ، ويبقى الواقع هو محور وأصل وموجه وبوصلة لدراسة النص القرءاني يفهم على موجبه وفق المفهوم اللساني وأوجهه بمنهجية حنيفية عربية