نموذج عن نقاش مع ملحد
طلب أحد الملاحدة أن يناقشني حول مفهوم وجود الخالق ذات مرة ، وأنا ليس من عادتي أن أناقش الملاحدة، ولكن كنت في مزاج جيد فقبلت ذلك.
قال الملحد: إن الكون بدأ من بيضة كونية متناهية في الصغر ومن ثم حصل انفجار وبدأ ظهور الكون على ماهو عليه ومازال يتوسع ومستمر إلى مالانهاية.
قلت: انتهى النقاش.
الملحد: مستغرباً، كيف انتهى النقاش ولم نبدأ بعد هل عدت للهروب كعادة المسلمين عندما نحاصرهم بالعلم؟!!
قلت: اسمع بفهم ووعي ، أنت قلت : بدأ الكون، أليس كذلك؟
قال: نعم وأين المشكلة ؟
قلت: المشكلة في عقلك وفهمك ، أليس كلمة (بدأ) فعل له بداية ولابد له من فاعل ضرورة ، أم عندك الفعل يحصل دون فاعل ؟
الملحد: لا أريد النقاش بهذا الشكل، برهان السببية والفعل والفاعل ؟
قلت: هو النقاش على هواك ومزاجك ، وهل البرهان هو حسب مايطلب الجمهور ويرغبون ؟
وتابعت قولي له: ألم تقل إن الكون بدأ من بيضة صغيرة متناهية في الصغر ؟
قال: نعم وهذا استخدام لغوي ؟
قلت: استخدام لغوي تقصد به من اللغو الذي لامعنى له ؟
قال : لا ، أقصد به استخدام كلامي ولفظي
قلت: جيد ، إذاً هو تعبير عن معنى في ذهنك، أخبرني من باض البيضة الكونية هذه ؟ هل يوجد دجاجة كونية أيضا أزلية ؟
قال : عدت لمفهوم السببية والفعل والفاعل.
قلت: هل الفعل الكبير يحتاج لفاعل ، والفعل الصغير لايحتاج لفاعل ، أم الفعل هو فعل صغر أو كبر ، قديماً أو حديثاً؟
الملحد: ناقشني بكيف بدأ الكون ؟
قلت: ليس محل النقاش كيف بدأ الكون فهذا يحتاج لبحث وعلم وسير في الكون، المهم بدأ الكون وله بداية قطعاً باعترافك وهو بيضة لابد له من من يبيضه، ومحل النقاش هو هل للكون خالق مغاير في وجوده لصفات الكون وهو أزلي كلي القدرة و العلم والحكمة و الخبرة.
قال: عدت لمفهوم السببية!!!
قلت: ماينطبق على الذرة ينطبق على المجرة ، كلاهما فعل ولابد له من فاعل، ونقض هذا المفهوم المنطقي نقض للعقل والعلم والحقائق.
الملحد: طيب، أنت تدعي وجود خالق للكون، والقاعدة المنطقية تقول: البينة على المدعي وليس على النافي.
قلت: أنت تخاتلها وتدلس وتخدع نفسك.
قال : كيف ذلك ،أنا احترم عقلي ونفسي .
قلت: اسمع؛ القاعدة صواب ولاغبار عليها وليست هي محل اختلاف ، ولكن تنطبق عليك وليس علي.
قال: كيف وأنت المدعي وليس أنا ؟
قلت: أنت انطلقت من تصور ووهم ذهني وتريد برهان عليه .
قال: كيف
قلت: أنا ليس مدع لشيء محل نقاش واختلاف يحتاج لبرهان، مفهوم السببية ثابت عندك وعندي وعند كل العقلاء وبالواقع ثابت فهذا ليس محل نقاش، وهذا يعني أن الأصل هو وجوب وجود فاعل للفعل علمته أو لم تعلمه ،وليس نفي الفاعل، وبالتالي من ينفي الفاعل هو مدعي وملزم بالبرهان عليه، ومثلك كمثل من يغمض عينيه عن رؤية الشمس ويطالب ببرهان على وجودها، والحل هو ليس عرض برهان على وجود الشمس وإنما دعوة الشخص هذا ومساعدته لفتح عينيه ورؤية الحقيقة .
الملحد: أنت تلعب بالالفاظ.
قلت: وأنت تلعب بالعقول وتضل الناس.
لمذا كل الاحتمالات اللاعقلية عندك واردة لوجود بدء الكون وتستبعد الحقيقة الواضحة أمامك بالبرهان أن الفعل لابد له من فاعل ضرورة ، وعندما تحاصر في تلك الحقيقة تهرب لمقولة لم يقف العلم بعد ومازال البحث جارياً وربما يصل العلم إلى أن البيضة لايوجد أحد باضها !!!.
عميت عين لاتراك… وفي كل شيء لك آية… تدل على أنك الواحد الصمد
اضف تعليقا