مفهوم القضاء والقدر

هاتان الكلمتان لم تأتيا مع بعض في القرءان ولافي الحديث النبوي أيضاً.

القضاء: من قضى وتدل على الانتهاء والإتمام والإرادة على وجه محدد والحكم …

– أتت بمعنى الانتهاء والإتمام للشيء

{فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاء أَمْرَهَا وَزَيَّنَّا السَّمَاء الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظاً ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ }فصلت12

– أتت بمعنى الإرادة لشيء محدد وحكم به

{بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَإِذَا قَضَى أَمْراً فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ }البقرة117

– أتت بمعنى الأمر والحكم

{وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيماً }الإسراء23

القدر: تدل على تحديد القيمة كماً أو كيفاً أو معنوياً ومواصفات الشيء وخصائصه ووظائفه وطبيعته….

{هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاء وَالْقَمَرَ نُوراً وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ لِتَعْلَمُواْ عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ مَا خَلَقَ اللّهُ ذَلِكَ إِلاَّ بِالْحَقِّ يُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ }يونس5 {وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلاَّ عِندَنَا خَزَائِنُهُ وَمَا نُنَزِّلُهُ إِلاَّ بِقَدَرٍ مَّعْلُومٍ }الحجر21

{إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ }القمر49

فقدر الله هو ما خلقه في طبيعة الشيء وخصائصه التي تحصل وفق السنن التي تحكمه، مثلا قدر النار هو الاحراق وقدر الماء التبخر حين تعرضه للحرارة ….الخ. فهه الأقدار هي من خلق الله قدرة وعلماً وحكمة ولانستطيع أن نضيف للأشياء قدراً أو نسلب قدرها وإنما نستطيع أن نناور بالقدر وندفع شر القدر بخيره لأن الخلق ثنائي. والإيمان بالقدر خيره وشره يعني أن تؤمن ان الطبائع والخصائص للشيء هي من خلق الله وانت تستخدمها بالخير أو بالشر. ولذلك قال عمر لأبي عبيدة حين قدومه على الشام وانتشار الطاعون فيها: نعم نفر من قدر الله إلى قدر الله .

وهذا مفهوم كلمة : خلقنا بقدر ونتحرك وفق الأقدار ونناور ضمنها وندفع شرها بخيرها .