وجود الخالق الأزلي أصل ثابت والبينة على من يدعي غير ذلك

الشعور بالعطش دافع داخلي يتعلق بإشباع الحاجة وهو يدل على وجود شيء يتصف بالإرواء، وهذا الشعور يدفع العقل للبحث عن هذا الشيء، وإن قدم لجسمه نفطاً مثلا يرفضه ، وإن قدم ماء البحر المالح يرفضه ، وهكذا حتى يقدم له الماء العذب فيقبله ، وهكذا الشعور بوجود الخالق والاتصال به ، يقوم العقل بالبحث ليعلم وحدانية الله، وترفض الفطرة أي إله مزيف وقاصر ومحدود، وفي حال تجاوز العقل الفطرة واعتقد بألوهية غير الله أو أشرك معه يصير اضطراب بين الفطرة و العقل ويظهر هذا باضطراب السلوك ، والصواب أن ينسجم المفهوم العقلي مع قبول الفطرة له، والأمر الفطري المنسجم مع الوجود الكوني وسننه هو وجود الخالق المدبر الأزلي ، ولذلك أطلق الفلاسفة على هذا المفهوم ( واجب الوجوب) لاستحالة تصور نفيه ، ويقوم العقل بالبرهنة على إثبات ما هو ثابت بالفطرة و الواقع فيحصل انسجام بينهما ( الفطرة و العقل ) ، ولذلك الأصل بمفهوم وجود الله هو الثبوت وليس النفي، وبالتالي البينة على المدعي وهو من ينكر هذه الحقيقة، وذلك كمثل وجود الإنسان نفسه فهو أصل ليس محل خلاف ، ومن ينكر وجوده عليه أن يأت بالبينة لأنه مدعي وليس العكس .

فلا تقعوا بفخ الإلحاد ومناورته