طاعة غير الله شرك معه

{وَلاَ تَأْكُلُواْ مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللّهِ عَلَيْهِ وَإِنَّهُ لَفِسْقٌ وَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَى أوليائهم لِيُجَادِلُوكُمْ وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ }الأنعام121

لاشك النص بداية يتكلم عن الأكل الذي يتعلق بحكم  لحوم الأنعام وهي بهائم نباتية فقط  سواء مدجنة أو غير مدجنة وبشرط أن يكون علفها طاهراً وليس خبيثاً وإلا حرمت مؤقتاً حتى تطهر فيرجع حكم الإباحة لها .

والذي يهمنا من النص بعرضنا هذا هو جملة (وَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَى أوليائهم لِيُجَادِلُوكُمْ وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ ) فهو نص صريح بأن طاعة غير الله فيما أنزل أو خلاف  ما أمر الله به في كتابه يكون شركاً مع الحاكمية المتمثلة بالكتاب الإلهي {مَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِهِ إِلاَّ أَسْمَاء سَمَّيْتُمُوهَا أَنتُمْ وآباؤكم مَّا أَنزَلَ اللّهُ بِهَا مِن سُلْطَانٍ إِنِ الْحُكْمُ إِلاَّ لِلّهِ أَمَرَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ }يوسف40، ولا قيمة لأي اسم مفترى ومضاف لكتاب الله تحت أي مبرر مثل حديث النبي وسنة النبي وفهم الصحابة  وفهم الأئمة وفهم أهل البيت ….الخ، فهذه كلها أسماء ما أنزل الله بها من سلطان وقد عد الله من يقدمها ويطيعها  مع كتاب الله أو من دونه عبادة لغير الله وشرك معه بالحاكمية، ومن هذا الوجه ظهر مصطلح عباد المثناة التي تدل على تثنية مرجع مفترى لم ينزله الله وعبادته  مع الله بمعنى طاعته، ويصير عند المؤمن عدة مصادر ومراجع لدينه ابتداء من كتاب الله ، ويثني عليه حديث النبي أو سنته أو فهم الصحابة أو فهم الأئمة أو فهم أهل البيت…،  وهكذا من المصادر المثناة التي هي كلها شرك مع الله في العبادة ، ولذلك قال الله : {وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللّهِ إِلاَّ وَهُم مُّشْرِكُونَ }يوسف106