رؤية جديدة لنص المواريث
الأصل في التركة هو الوصية التي ينبغي أن يقوم بها الموصي كونه على علاقة وتعايش مع ورثته وهو أدرى بأحوالهم واحتياجهم، ويحاول أن يتوخى العدل في وصيته وليس المساواة، وفي حال لم يوص لسبب ما كموت الفجأة فلابد من توزيع التركة حسب ما نص عليه المشرع في كتابه .
{يُوصِيكُمُ اللّهُ فِي أَوْلاَدِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الأُنثَيَيْنِ فَإِن كُنَّ نِسَاء فَوْقَ اثْنَتَيْنِ فَلَهُنَّ ثُلُثَا مَا تَرَكَ وَإِن كَانَتْ وَاحِدَةً فَلَهَا النِّصْفُ وَلأَبَوَيْهِ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا السُّدُسُ مِمَّا تَرَكَ إِن كَانَ لَهُ وَلَدٌ فَإِن لَّمْ يَكُن لَّهُ وَلَدٌ وَوَرِثَهُ أَبَوَاهُ فَلأُمِّهِ الثُّلُثُ فَإِن كَانَ لَهُ إِخْوَةٌ فَلأُمِّهِ السُّدُسُ مِن بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصِي بِهَا أَوْ دَيْنٍ آبَآؤُكُمْ وَأَبناؤُكُمْ لاَ تَدْرُونَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ لَكُمْ نَفْعاً فَرِيضَةً مِّنَ اللّهِ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلِيما حَكِيماً }النساء11
{يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللّهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلاَلَةِ إِنِ امْرُؤٌ هَلَكَ لَيْسَ لَهُ وَلَدٌ وَلَهُ أُخْتٌ فَلَهَا نِصْفُ مَا تَرَكَ وَهُوَ يَرِثُهَا إِن لَّمْ يَكُن لَّهَا وَلَدٌ فَإِن كَانَتَا اثْنَتَيْنِ فَلَهُمَا الثُّلُثَانِ مِمَّا تَرَكَ وَإِن كَانُواْ إِخْوَةً رِّجَالاً وَنِسَاء فَلِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الأُنثَيَيْنِ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمْ أَن تَضِلُّواْ وَاللّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ }النساء176
نظرت في نص المواريث عموماً فرأيت أن محور القسمة يدور على مقام الرجال والنساء وليس على نوع الذكور والإناث، بمعنى أن التركة توزع حسب مستوى مقام الشخص في المجتمع علمياً واقتصادياً،
ومحور القسمة هو مقام النساء وهو محل اهتمام المشرع ،وكلمة النساء ليس جمع امرأة لأن لو كان الامر كذلك لخرج الأطفال الإناث من التركة في جملة (فَإِن كُنَّ نِسَاء فَوْقَ اثْنَتَيْنِ)، وإنما جمع نسيء وتشمل الذكور والإناث من كل الأعمار الذين مازالوا محتاجين وتابعين في حياتهم لغيرهم ويعتمدون عليهم بسبب صغر سنهم (أطفال) أو في صدد تكوين أنفسهم أو أصحاب حاجة وفقر أو مرض …الخ،
أما الرجال ( الأشخاص أصحاب العلم والقوة الاقتصادية )من الذكور البالغين و الإناث البالغات الذين يعتمدون على أنفسهم وأصحاب قرار،فلهم حصة أقل من حصة النساء لاكتفائهم بأنفسهم وقدرتهم على المعيشة، ولو كانت كلمة الرجال تعني الذكور البالغين فقط لخرج الأطفال الذكور من القسمة في جملة (وَإِن كَانُواْ إِخْوَةً رِّجَالاً).
وبهذه الرؤية نستطيع أن نغطي كل الثغرات ونرد على الاشكاليات أو الشبهات التي تحاك حول مفهوم الميراث.
ولاأدعي أني عالجت نقاط نص المواريث حرفياً، ولكني عالجته مقصدياً وكلياً، ولابد من دراسته كنص لساني أيضاً وخاصة مفهوم الذكورة و الأنوثة ودلالة جملة (لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الأُنثَيَيْنِ ) لتغطية نقاط النص ومعرفة ما المقصد منها .
هذه محاولة لابد من متابعتها .
للتوسع يرجى قراءة كتابي
رؤية قرءانية لمواضيع اجتماعية
اضف تعليقا