افتراء معظم المسلمين لمصدر تشريعي آخر غير القرءان

من يقول: إن الأحاديث النبوية هي مصدر تشريعي غير القرءان يكذب بداية على نفسه لعلمه أن الأحاديث هذه غير محفوظة وقد تعرضت للتحريف زيادة ونقصاناً. من يقول: بوجوب الأخذ بالأحاديث النبوية إن كانت منسجمة مع القرءان وتابعة له بين يديه، أيضاً خطأ ومتساهل، فهذا القول يعني أن القرءان مستغني عنها أصلاً وهي تحصيل حاصل، ومناورة من الإنسان لإرضاء عامة المسلمين،مع العلم لامانع من الأخذ بها وفق شروط قرءانية علمية ولكن الأخذ بها ليس واجباً لأن القرءان كاف شاف .

اختيار النبي للأذكار والأدعية في الصلاة أو الحج هي من القرءان كان يتأوله ،وهذا معروف غير أنها ليست واجبة وممكن اختيار غيرها ، وينبغي أن نعلم أنها ليست في مجال التشريع أبداً، وهذه نقطة مهمة.

ومن يقول: بوجود أحاديث نبوية تشريعية بحاجة القرءان لها إنسان متناقض ولايوجد عنده علم بالقرءان قط. ومن يقول إن السنة منهج النبي في تدبر القرءان وهي ملزمة لنا ومحفوظة، أيضاً جاهل بالقرءان ، لأن السنة هذه هي الحكمة المستقاة من القرءان ذاته وليست روايات حديثية، ناهيك عن عدم وجودها بشكل محفوظ ومعلوم وحدها، وكل باحث قرءاني يستطيع الوصول لها من خلال دراسة القرءان.

أما السنة المتعلقة بهيئة العبادات التي نزل حكمها بالقرءان وهي الصلاة والحج فهي طريقة متتابعة عملية مستمرة لاعلاقة لها بالروايات والعنعنة و السند، وليست هي تشريعاً متعلقاً بحقوق الناس ودمائهم وأعراضهم وأموالهم وأنفسهم وأسرهم .. ومن يقول: إن الذين نقلوا القرءان لنا هم أنفسهم نقلوا الأحاديث، فكيف نقبل القرءان ولانقبل الأحاديث منهم، إما نقبل كل شيء منهم أو نترك كل شيء. هذا القول يدل على جهل مطبق بالقرءان وكيف وصل إلينا، القرءان ليس له سند وعنعنة ورواة ولم يخرجه البخاري ولامسلم ولاالكافي ، ولايوجد سلسلة رواة لكل سورة من القرءان تخضع للتصحيح والتضعيف،هل سمعتم محدِّثا مثل الألباني في عصرنا تناول نصاً قرءانياً وحكم عليه بالصحة أو الضعف؟ ناهيك عن أن القرءان كلام الله تعهد بحفظه بوسائل كثيرة منها الحفظ بالصدور وتتابعه منذ بدء نزوله واستمر كذلك دون انقطاع، بخلاف أحاديث النبي فهي كلام بشر ولم يتعهد الله بحفظها باعتراف المحدثين أنفسهم والواقع يشهد على تحريفها.

فكفُّوا عن خداع الناس واللعب بكلام الله وتحريفه وجعله برهاناً على كذبكم وتدليسكم من خلال عرض نصوص قرءانية تحاولون خداع الناس بها على أنها تدل على مصدرية الحديث النبوي ووجوب الأخذ به أو حفظه مثل القرءان.