تدليس عباد المثناة وضلالهم في افتراء مصادر دينية غير القرءان
يقول عباد المثناة: مصادر التشريع الديني أربعة:
القرءان، السنة، القياس، الاجماع.
– وعملياً يستبعدون القرءان من المرتبة الأولى، ويعدون الحديث قاض على القرءان، ولايُدرس القرءان إلا من منظور الحديث وفهم السلف ، وهذا يعني أن الحديث احتل المرتبة الأولى وصار القرءان عبداً له وتابعاً وأسيراً لفهم السلف، ولايتلى إلا على الأموات أو بالمناسبات، ويعلق على الجدر للبركة !
ويقولون : ماأحوج القرءان للسنة ، ولولا السنة لهلك القرءان وضاع!
– وعندما أتوا للسنة قاموا بتدليس ومناورة واستبدلوها بالحديث عملياً مع الاحتفاظ باسم السنة ، وافتروا تعريف جاهلي للسنة مخالف للقرءان وللسان العربي فقالوا: هي قول النبي وفعله، واقراره، وأضاف الشيعة للتعريف قول وفعل واقرار الأئمة المعصومين ، مع العلم أن السنة في القرءان وفي اللسان العربي هي الطريقة الثابتة المتعلقة بالفعل مثل سنة الله في خلق الكائن الحي من الماء، ولم ترد كلمة السنة أو الحديث في القرءان مضافة للنبي قط.
– ووصلوا للقياس وجعلوه مصدراً تشريعياً وشرعوا حسب هواهم ومزاجهم، رغم أن القياس ليس مصدراً تشريعياً وإنما هو آلية فهم ودراسة منطقية تستخدم لفهم المسألة المعنية بالدراسة وفق مفهوم مقصدي وعواقبي ومصلحي يعتمد على تحديد علة أو مقصد النص الشرعي( القرءان) من الحكم على الشيء فيلحقون الفرع به لتحقق العلة به بشكل قطعي الدلالة والفهم.
– ولحماية الكهنوت الديني والحفاظ على مصالحهم ومكاسبهم افتروا مصدر الاجماع الديني التشريعي رغم أنهم لم يأتوا بأي مثل تاريخي يدل على حصول الاجماع عملياً مما دفع الإمام أحمد بن حنبل وهو من يقول بالاجماع إلى القول: من ادعى الاجماع فقد كذب، وقال غيره: الاجماع ليس عليه اجماع، واختلفوا بتعريف الاجماع أصولياً ومحل انعقاد الاجماع.
حتى أن عالم أصولي كبير وفيلسوف وفقيه تورط بذلك وهو الإمام الغزالي في كتابه “المستصفى” فقد نقد كل الأدلة النقلية و العقلية التي اعتمد عليها علماء الأصول الذين قالوا بحجية الاجماع مثل الشافعي، وبعد أن فرغ ووصل إلى تهافت القول بمصدرية الاجماع ، ويبدو أصيب بخيبة الأمل في ذلك فسارع لإثبات الاجماع بقوله : ولكن تلقت الأمة قبول الاجماع كمصدر، وهذا اجماع على الاجماع!
{قُلْ أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهَادةً قُلِ اللّهِ شَهِيدٌ بِيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْآنُ لأُنذِرَكُم بِهِ وَمَن بَلَغَ أَئِنَّكُمْ لَتَشْهَدُونَ أَنَّ مَعَ اللّهِ آلِهَةً أُخْرَى قُل لاَّ أَشْهَدُ قُلْ إِنَّمَا هُوَ إِلَـهٌ وَاحِدٌ وَإِنَّنِي بَرِيءٌ مِّمَّا تُشْرِكُونَ }الأنعام19
أئنكُمْ لَتَشْهَدُونَ أَنَّ مَعَ القرءان مصادر تشريع دينية أخرى؟
قل لا أَشْهَدُ، قُلْ إِنَّمَا هُوَ مصدر واحد فقط، وهو القرءان، وإنني بريء مما تشركون مع كتاب الله .
هذا نموذج أصولي وفكري على طريقة تفكير معظم علماء عباد المثناة وتعاملهم مع الدين !
اضف تعليقا