الرد على من قال إن السريانية أصل لدراسة القرءان

دجل وتحريف وخداع البسطاء بحجة أن فلان الدكتور الباحث البروفسور المستشرق الالماني ( لوكسمبرغ ) في كتابه ( القراءة الأرامية السريانية للقرآن )صنع ألمانيا قال:

الحور العين كلمة اصلها سرياني وليس عربي ومعناها ( العنب الابيض) . في المسيحية تقول ( وروّحناهم بحور عين ) اي اعطيناهم العنب الابيض لاراحة انفسهم لكن كانت الكلمات غير منقطة وعندما ادخلت النقط وضع المسلمون عليها نقطة وصاروا يقرؤنها( وزوجناهم بحور عين ) .

والسؤال للبروفسور ومن يتبعه من المصفقين المسلمين وغيرهم:

كيف كان النبي يتلوها في حياته على الناس؟ وكيف تلاها المجتمع الاول من الصحابة وانتقلت عنهم تتابعاً تلاوة ودراسة وحفظا وتعبداً قبل التنقيط ؟

نزل القرءان بلسان عربي مبين  ذكر صوتي على قلب الرسول محمد وقام هو بتلاوته على الناس بصوته وحفظوه تلاوة ونقلوه كما سمعوه ذكراً صوتياً ، فالحجة بالنقل الصوتي للتلاوة وليس بالرسم والخط الاصطلاحي الاعتباطي ، ويصحح اي مخطوط مهما تقادم في زمنه ولو وصل إلى زمن النبي نفسه بناء على التلاوة الصوتية المعتبرة والمتتابعة في الأمة.

ولم ينزل بلسان آرامي أو سرياني أو عبراني ….!!!!

ولايوجد في القرءان اي كلمة غير عربية ولو كانت مستخدمة في اي لسان فهذا يدل على عربيتها وليس العكس.

واعلم ان هذه الألسنة أو اللهجات ( الآرامية والسريانية والعبرانية والكلدانية..) هي نواة للسان العربي نما في رحمها وتطور وصار عربيا ، وعندما نزل القرءان استخدم اللسان العربي ولكن بشكل مبين فانفرد عن جميع الالسن بنظامه حتى عن اللسان العربي السائد ،فصار له لسانه الخاص ونظامه وهذا يعني أن مفاتيح دراسته وفهمه تكمن في داخله وفي محل تعلق الخطاب من الواقع فهو القاموس له .

والأصوات العربية لها مفهوم فيزيائي كوني وليس معاني، ويظهر معناها حين تركيبها مع أصوات أخرى فيظهر المعنى بالكلمة ويحدد من خلال الاستخدام لها في جملة تامة المعنى .

لذلك لايصح جعل اللسان السرياني أو غيره أصل ومرجع لدراسة اللسان القرءاني.

والقاعدة هي:

الكلمة في اللسان العربي لها مفهوم واحد فيزيائي ثابت يحكم تحرك المعنى للكلمة حين الاستخدام وتعلقها بالواقع .

وأصوات اللسان العربي هي 28 صوت مع صوت الألف بنوعيها الهمزة والهمزة الممدودة (أ – آ)، وهي موجودة قبل رسمها وخطها بفترة طويلة جداً ، لذلك لاقيمة علمية لقول أحدهم إن السين والشين هما حرف واحد قبل التنقيط وكذلك الفاء والقاف، فالقيمةو الذي عليه الاعتماد هو الصوت وليس الخط، وأكيد صوت السين غير صوت الشين !!!!

راجع كتابي للتوسع في مفهوم كلمة اللسان والعربي والمبين

علمية اللسان العربي وعالميته

و جمع النص القرءاني كتابة خطاً في زمن النبي بحضرته في حجرته على الواح ورقاع، ولكن هذه النسخة المخطوطة لم يعتد بها في زمن ابو بكر لانتشار النص القرءاني في الامة إضافة لعوامل سياسية وخلاف بين علي وابو بكر على الرئاسة ، وبقيت النسخة عند علي وحرقها في زمن عثمان طاعة له .

فأول نسخة مخطوطة بشكل رسمي موثق من قبل الدولة هي نسخة ابو بكر التي كتبت باقتراح من عمر وجمعت من الأمة بعد وفاة النبي بعام تقريباً وحصل عليها اجماع، وبقيت في عهدة ابو بكر وانتقلت بعد وفاته إلى دولة عمر، واحتفظ بها إلى أن توفي وانتقلت إلى ابنته حفصة وبقيت عندها لزمن عثمان وطلبها منها لينقل عنها النسخ التي كتبها ووزعها بالامصار فصارت النسخة الأولى عدة نسخ موثقة من قبل ثلاث رؤساء ، وعند وصولها إلى  الامصار تم نسخها عشرات النسخ وانزالها للامة في كل مصر وصلت إليه فصارت نسخة الدولة نسخة شعبية انتشرت بين الامة ، وأرجع عثمان النسخة البركية لحفصة واحتفظت بها إلى عهد مروان بن الحكم وكان والي على المدينة فطلب النسخة منها وحرقها ليجعل كل النسخ المنسوخة عنها أصولاً وبالتالي لايصل احد إلى النسخة الاولى فيحرفها ويطعن بكل ما نسخ عنها فيما بعد.

وكل هذا إضافة للحفظ في الصدور المتتابع الذي لم ينقطع في الأمة، فوصل النص القرءاني إلى درجة توثيقية عالية جداً استحال معها تحريف النص كمبنى وصار أصح وثيقة تاريخية ولايجادل بذلك إلا كل جاهل أو مكابر أوضال .

راجع كتابي  ظاهرة النص القرءاني تاريخ ومعاصرة