الدين عند الله هو مضمون وليس مصطلحاً أو شكلاً ، فمن تحقق به المضمون فثَم َّ دين الله، والمضمون مفهوم الإسلام، {إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللّهِ الإِسْلاَمُ }آل عمران19، فمن تمثل الإسلام يكون قد دخل في دين الله بصرف النظر عن التسميات الاصطلاحية الوضعية ، ومن يرفض مفهوم الإسلام في دينه ويقوم على غيره ونقيضه الإجرامي بصرف النظر عن التسمية الاصطلاحية له فقطعاً لن يُقبل منه في الدنياً من قبل الناس والشعوب لأن الناس فطرة لا تقبل الإجرام و العدوان والظلم تحت أي مسمى، ولن يُقبل منه في الآخرة لأنه من المجرمين،{وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِيناً فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ }آل عمران85، فمن لم يكن مسلماً كمفهوم ومضمون بصرف النظر عن التسمية  فهو مجرم، والحكم للمضمون وليس للمصطلحات والانتماءات الوضعية.

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ }آل عمران102، {وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقوبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ اللّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلاَ تَمُوتُنَّ إَلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ }البقرة132، فالإسلام مفهوم ينبغي حمله في القلب إيماناً ، وتحويله إلى سلوك اجتماعي، فكل من تمثل ذلك المفهوم السلمي في نفسه وسلوكه فهو مسلم وخرج من دائرة الإجرام، وبصرف النظر عن التسميات الاصطلاحية الوضعية فهي لا قيمة لها ولا ينظر الله لها ، وإنما ينظر لمضمون الدعوات والملل،{أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ }{مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ }القلم 35- 36 .

والإسلام مشتق من جذر (سلم ) كأصل، و من الفعل الرباعي (أسلم ) كصيغة، وهو يدل على طاعة وانقياد حر، ويقوم ابتداء على السلم النفسي في الإنسان نفسه فيكتسب اسم الفاعل (المسلم) ، ومن ثم ينبثق من هذا المفهوم السلمي حالة سلام اجتماعي مع الناس تقوم على الحرية والتعايش ، فالتسمية الاصطلاحية لا تعني شيئا ً، فليس كل من ادعى الإسلام يكون مسلماً في واقع الحال، وليس كل غير مسلم كاسم وانتماء اصطلاحي يكون غير مسلماً في واقع الحال، فكم من مدع الإسلام وهو مجرم ، وكم من غير مسلم اصطلاحاً وتسمية وهو مسلم مفهوماً وسلوكاً، وما أكثرهم، وكم من ملحد و لاديني بعد النقاش تجد أنه مسلماً حقيقة ولكنه يكفر بالكهنوت ويرفض الظلم والعدوان والدجل والكذب الذي ينشر باسم مفهوم الدين الإسلامي.

فمفهوم الإسلام كمفهوم  بخير وهو بانتشار كبير وواسع في العالم ، والمستقبل للسلم الإنساني ،والسلام الاجتماعي في شعوب العالم ، والحكومات الظالمة المستبدة والمستعبدة مآلها للانقراض.