نصف الكلام لاجواب له ولو كان كلام الله

الكلمة في اللسان العربي لها مفهوم واحد لسانياً يُحدد من مفهوم جذرها،ويختلف معناها حسب قصد المتكلم واستخدامه لها بسياق معين وتعلقها بمحل الخطاب من الواقع، وهذه القاعدة مُحكمة وثابتة ولم يعد يُقبل النقاش أو الاختلاف فيها أو الرأي الآخر، وأي دراسة تُهمل هذه القاعدة هي اعتباطية وغوغائية لاتناقش ولاتقرأ ولاتدرس ولا تعد رأياً!.
فلا يصح اقتطاع كلمة من جملة، أو اقتطاع جملة مثل ( فويل للمصلين) أو (اقتلوهم) أو (فانكحوا ماطاب لكم) أو (ماآتاكم الرسول فخذوه ومانهاكم عنه فانتهوا) من سياقها وإنشاء مفهوم منها أو حكم شرعي، فهذا عمل شيطاني غوغائي يوصل لمفاهيم شيطانية وليست رحمانية.
الحكم للسياق والمنظومة التي ينتمي إليها موضوع الجملة ومحل تعلق الخطاب من الواقع
اقرؤوا:
مثل على استخدام الكلمة ذاتها ولكن المعنى اختلف حسب تعلق الخطاب من الواقع
كلمة رب يمكن أن يكون المعنى هو الله
{الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ }الفاتحة2
ويمكن أن يكون المعنى لها هو كائن مخلوق وتحقق فيه مفهوم الرب لساناً
{وَقَالَ الْمَلِكُ ائْتُونِي بِهِ فَلَمَّا جَاءهُ الرَّسُولُ قَالَ ارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ فَاسْأَلْهُ مَا بَالُ النِّسْوَةِ اللاَّتِي قَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ إِنَّ رَبِّي بِكَيْدِهِنَّ عَلِيمٌ }يوسف50
اقرؤوا :
مثل على مجيء لفظ الكلمة ورسمها متطابقين ولكن المعنى يختلف بينهما حسب اختلاف الجذر ومحل تعلق الخطاب من الواقع
-{وَأَنَّهُ أَهْلَكَ عَاداً الْأُولَى }النجم50
كلمة أهلك في النص هذا أتت بمعنى فعل من الهلاك
-{وَلَمَّا أَن جَاءتْ رُسُلُنَا لُوطاً سِيءَ بِهِمْ وَضَاقَ بِهِمْ ذَرْعاً وَقَالُوا لَا تَخَفْ وَلَا تَحْزَنْ إِنَّا مُنَجُّوكَ وَأَهْلَكَ إِلَّا امْرَأَتَكَ كَانَتْ مِنَ الْغَابِرِينَ }العنكبوت33
كلمة أهلك في النص هذا أتت بمعنى اسم من الأهل
وهذا يدل على أن الدراسة لاتكون من أهداب المفردات والكلمات بشكل مقتطع من السياق، فهذا عمل غوغائي اعتباطي طفولي أن نأخذ كلمة من سياقها أو نفهم جملة بمعزل عن المنظومة التي ينتمي إليها كمفهوم، ونجري بها ونقول: هذا معناه كذا، وكل الناس يعرفون ذلك!
هذا الفعل ليس دراسة ولاتدبراً ولايسمى فهماً ولايعد رأياً آخر وحرية في البحث والتفكير.