عرض فكر محمود محمد طه
المولد والنشأة: وُلد محمود محمد طه في عام 1909 بمدينة رفاعة في السودان. نشأ في بيئة بسيطة وكان متفوقًا في تعليمه، حيث التحق بكلية غوردون التذكارية (جامعة الخرطوم لاحقًا) وتخرج كمهندس مدني.
- النشاط السياسي والفكري: بدأ نشاطه السياسي في أربعينيات القرن العشرين، وأسّس الحزب الجمهوري في 1945، والذي ركّز على استقلال السودان ومحاربة الاستعمار البريطاني. لاحقًا، تحول إلى العمل الفكري، وأصبح زعيمًا لحركة “الجمهوريين”، التي كانت تدعو إلى فهم جديد للإسلام.
أهم كتبه
- “الرسالة الثانية من الإسلام”:
- أبرز كتبه وأشهرها، حيث يعرض رؤيته لتجديد فهم الإسلام، والتفرقة بين القرآن المكي والمدني.
- يقدم فيه أطروحته بأن القرآن المكي يحمل القيم العليا للإسلام التي يجب أن نعود إليها.
- “الإسلام”:
- كتاب يشرح فيه المفاهيم الأساسية للإسلام من منظور إنساني وروحي.
- “تعلموا كيف تصلون”:
- يتناول فيه البعد الروحي لفريضة الصلاة.
- “أسس دستور السودان”:
- يناقش قضايا الحكم والسياسة وفق فهمه المتجدد للإسلام.
- “طريق محمد”:
- يقدم رؤية عملية لاتباع نهج النبي محمد من منظور شخصي وروحي.
فكره ومنهجه
- التفرقة بين القرآن المكي والمدني:
- يرى أن القرآن المكي يمثل “الرسالة الثانية”، وهو الذي يحتوي على القيم الإنسانية العليا كالحرية والمساواة.
- يعتبر أن القرآن المدني جاء كتشريعات مرحلية لمجتمع المدينة المنورة، وينبغي تجاوزه إلى القيم التي نزلت في مكة.
- تطوير الشريعة:
- دعا إلى تطوير الشريعة الإسلامية لتتناسب مع متطلبات العصر، مبينًا أن الشريعة التي طُبّقت في القرن السابع الميلادي لم تعد ملائمة.
- الحرية والمساواة:
- ركّز على حرية الفرد ومسؤوليته الشخصية أمام الله، وحق المرأة في المساواة الكاملة.
- الروحانية والتصوف:
- قدّم منهجًا يعتمد على البعد الروحي للإسلام، داعيًا إلى التزام أخلاقي عميق بعيدًا عن الطقوس الشكلية.
- اللاعنف:
- أكد على أهمية التغيير السلمي ونبذ العنف في مواجهة التحديات الاجتماعية والسياسية.
سبب إعدامه
- في يناير 1985، حوكم محمود محمد طه بتهمة الردة بسبب آرائه التي عدّتها الحكومة السودانية خروجًا عن الإسلام.
- جاء الإعدام نتيجة تفسيره المختلف للشريعة ودعوته لتطويرها، بالإضافة إلى معارضته الشديدة لتطبيق القوانين الإسلامية التي فرضها نظام الرئيس جعفر النميري.
- على الرغم من الانتقادات الدولية والداخلية، تم تنفيذ حكم الإعدام فيه في 18 يناير 1985.
ادعاء النبوة: حقيقة أم تهمة؟
- لم يدّع محمود محمد طه النبوة أبدًا. هذه التهمة كانت واحدة من الاتهامات التي وجّهها إليه خصومه الفكريون والسياسيون.
- أصل اللبس جاء من كتابه “الرسالة الثانية من الإسلام”، حيث تحدث عن العودة إلى قيم الإسلام الأساسية، مما اعتبره البعض تجاوزًا أو خلطًا بين أدواره الفكرية والنبوة.
- محمود محمد طه أكد في كتاباته أن النبوة ختمت بالنبي محمد، وأن ما قدمه هو اجتهاد فكري فقط.
موقف حسن الترابي منه
- حسن الترابي، زعيم الحركة الإسلامية في السودان، كان أحد أبرز الشخصيات التي انتقدت محمود محمد طه.
- رأى الترابي أن أفكار طه تمثل انحرافًا عن الشريعة الإسلامية، واعتبره تهديدًا للمجتمع الإسلامي.
- لم يدافع الترابي عنه خلال محاكمته، واعتبر أن الدولة قامت بدورها في حماية الدين من الانحراف.
الخلاصة
كان “محمود محمد طه” مفكرًا جريئاً واجه السلطة السياسية والدينية بأفكار جديدة ومثيرة للجدل، دعا إلى تجديد الإسلام بما يتناسب مع العصر الحديث. اتهمه خصومه بتهم كبرى، مثل ادعاء النبوة، لتبرير التخلص منه، إلا أن إرثه الفكري ما زال محط اهتمام ودراسة.
اضف تعليقا