هل تأتي صيغة الأفعال الخمسة لغير العاقل
الأفعال الخمسة هي أفعال مضارعة تتصل بها ألف الاثنين، أو واو الجماعة، أو ياء المخاطبة، وتأتي على الصيغ التالية:
- يفعلان: للغائبين المثنى.
- تفعلان: للمخاطبين المثنى.
- يفعلون: للغائبين الجمع.
- تفعلون: للمخاطبين الجمع.
- تفعلين: للمخاطبة المفردة المؤنثة.
فيما يتعلق باستخدام هذه الصيغ مع العاقل وغير العاقل، نجد أن النحاة قد تناولوا هذا الموضوع بتفصيل.
استخدام الأفعال الخمسة مع العاقل:
غالبًا ما تُستخدم الأفعال الخمسة مع العاقل، كما في الأمثلة التالية:
- “يفعلون”: قال تعالى: “وَهُمْ يَصُدُّونَ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ“ (الحج: 25). هنا، الفعل “يصدون” مسند إلى ضمير جمع عاقل.
- “تفعلين”: قال تعالى: “قَالُوا أَتَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ”(هود: 73). الفعل “تتعجبين” موجه لزوجة إبراهيم عليه السلام، وهي عاقلة.
استخدام الأفعال الخمسة مع غير العاقل:
على الرغم من أن الأفعال الخمسة تُستخدم غالبًا مع العاقل، إلا أنها قد تُسند إلى غير العاقل في بعض الحالات، خاصة عند إضفاء صفات العاقل على غير العاقل، كما في الأمثلة التالية:
- “يسجدان”: قال تعالى: “وَالنَّجْمُ وَالشَّجَرُ يَسْجُدَانِ”(الرحمن: 6). هنا، الفعل “يسجدان” مسند إلى النجم والشجر، وهما غير عاقلين.
- “يلتقيان”: قال تعالى: “مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ”(الرحمن: 19). الفعل “يلتقيان” مسند إلى البحرين، وهما غير عاقلين.
- {وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ }الأنبياء33
في هذه الحالات، يُعامل غير العاقل معاملة العاقل في الإسناد، وهو ما يُعرف في النحو بـ”التغليب”.
آراء النحاة:
ذكر النحويون أن إسناد الأفعال الخمسة إلى غير العاقل جائز في بعض الحالات. في كتاب “شرح كتاب سيبويه للسيرافي”، جاء:
“بالنسبة للأفعال الخمسة، يمكن أن تُسند إلى غير العاقل إذا وُصف بصفات العاقل، كما في قوله تعالى: “وَالنَّجْمُ وَالشَّجَرُ يَسْجُدَانِ“، حيث أُسند الفعل إلى النجم والشجر، وهما غير عاقلين.”
كما أشار ابن هشام في “مغني اللبيب” إلى أن إسناد الأفعال الخمسة إلى غير العاقل وارد في اللغة العربية، خاصة عند إضفاء صفات العاقل على غير العاقل.
الخلاصة:
الأصل في الأفعال الخمسة أن تُسند إلى العاقل، ولكن يمكن إسنادها إلى غير العاقل في بعض السياقات، خاصة عند إضفاء صفات العاقل على غير العاقل، وهو ما أقره النحاة في كتبهم.
اضف تعليقا